- حوار وليد الركراكي: تواصل غريب ومعانٍ فارغة. عمود “عين على الوطن” بقلم د.شراط محمد رشد.
وفي مشهد درامي-مليء بالحزن والأسف والشكر… ( ينقصه بعض الدمعات)- ، تحمل المدرب الوطني للمنتخب المغربي، وليد الركراكي، مسؤولية الفشل في كأس أمم إفريقيا( للمرة الألف) ، ولكن بلا اعتراف بأي خطأ واضح! فيبدو أنّ المسؤولية الكاملة لا تأتي مع الاعتراف، ولكنها تأتي مع حديثٍ فارغ يفتقر إلى المحتوى الجوهري.
في جلسة حوار مملة، استمرت ساعةً تقريباً، حاول وليد الركراكي تبرير سقوط الفريق الوطني في كأس أمم إفريقيا، وتأليب الجماهير بمجموعة من التحليلات السطحية. فقد أعاد الركراكي تكراراً التصريح بتحمله للمسؤولية دون أدنى محاولة لتقديم حلول أو تحليل عميق.
“فكرة الحوار الذي أجراه الناخب الوطني وليد الركراكي تستحق التقدير”
من الجميل جدا؛ أن يكون للناخب الوطني سياسة تواصلية واضحة، ومبرمجة. ففكرة الحوار الذي أجراه الناخب الوطني وليد الركراكي تستحق التقدير.
لكن حصيلة هذه الخرجة الإعلامية؛ كانت سلبية للأسف؛ بحكم مجموعة من المشاكل من حيث الشكل والمضمون.
المشكل الأول من حيث الشكل: وهو أن الحوار بالدارجة المغربية، ولنكون صريحين، وليد يفرض على نفسه الدارجة رغم أنه يكون أكثر وضوحا في التواصل التقني باللغة الفرنسية، و هذا ليس عيبا، فجميع المصطلحات والمعلومات التقنية درسها بالفرنسية وليس لها ترجمة في الدارجة.
لن أخوض في جدل بيزنطي حول اللغة، فالمهم هو وصول الرسالة مهما كانت اللغة التي يتحدث بها مدرب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم. ولطالما كان مدربوا أسود الأطلس أجانبا ويتحدوثون لغات تؤثر لكناتها على الفرنسية أو الإنجليزية، أما وليد الركراكي ففرنسيته سليمة وواضحة، يفكر ويعيش بها. فاستفادة المغرب من الدياسبورا المغربية ومغاربة العالم، هي ذات طابع تقني وطني علمي، فلن نفرض على مهندس مغربي من الجيل الثالث بإسبانيا مثلا، أن يتحدث لغة الضاد، ما يهمنا هو علمه واستراتيجيته الذي سيفيد الوطن، أما الإصرار على اللغة فهو طرح شعبوي فقط.
ماذا كانت القيمة المضافة للحوار الخاص، والمعلومات والتفسيرات الجديدة التي كان ينتظرها الشعب المغربي؟
المشكل الثاني في المضمون: ماذا كانت القيمة المضافة للحوار الخاص؟ما هي المعلومات والتفسيرات الجديدة التي كان ينتظرها الشعب المغربي التي توصلنا بها؟ الجواب وللأسف لاشيء.
فقد، أعاد الركراكي إخبارنا أن الساحر حكيم زياش هو دينامو المنتخب المغربي حاليا، ودافع عن نيته الحسنة عند مصافحته لعميد الكونغو الديمقراطية مبيمبا. وفي بعض اللحظات “الشاردة “أدلى بمعلومات لا محل لها من الإعراب وأخرى أصبحت من البديهيات: كأن أرسين فينغر حذره من الإقصاء في كأس إفريقيا!! وأن مشكل المنتخبات المغربية بمدربيها ولاعبيها مع كأس إفريقيا منذ 1976 أعمق مما نظن ، ويحتاج لجنة خاصة متعددة المشارب لفهمه!!!
ولم يكتفِ الركراكي بتبرير وكبته، بل زاد من الأمور رعونة واضحة، فدافع بقوة عن اختياراته المثيرة للجدل وعلى رأسها اختيار بوفال، مصراً على أهمية دوره، في حين تجاهل تماماً تحليل الأداء الفعلي للاعبين.
وفي لقطة من الفارسية الكوميدية، وصل وليد الركراكي إلى مرحلة الدفاع اليائس، حيث بدأ يحاول تمرير الكرة للصحفي المحاور بأسلوب غريب ومختلف، مُردّداً عبارات فارغة عن انتظاره للبيانات الإحصائية والتقنية ليؤكد رأيه، دون أن يُضيف أي جديد.
يبدو أن وليد الركراكي لم يتعلم الدرس في التواصل، فعوضاً عن تقديم تحليلات عميقة أو حلول واقعية، يتمسك برؤيته السطحية ويخلط الأوراق بتبريرات فارغة وغامضة.
سؤال لوليد : لماذا قمت بهذه الخرجة الإعلامية؟
أسئلة لوليد : لماذا قمت بهذه الخرجة الإعلامية؟ أنت لست سياسيا يحتاج لتلميع صورته بالمجتمع. والجماهير المغربية سترضيها بإنجازاتك على أرض الملعب. وليس من خلال الكلام بالتلفاز. كان الأحرى بك أن تنتظر خروج “الخلاصات التقنية ” وجلبها معك وتخبر بها دافعي الضرائب.
لماذا تركز على الدفاع عن نفسك من أقوال “تماسيح وعفاريت”. لا تحددهم وكل مرة تنعنهم ب “هم ” “،قالوا ” ويقولون، في كلام مبني للمجهول؟ من هم؟
حددهم أو انساهم. فقد جددت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الثقة فيك. بعد نقاشات مطولة “حسب تصريحك” مع رئيسها “فوزي لقجع”. وهو الممثل المنتخب الوحيد لمكونات كرة القدم المغربية، أي أن حديث الآخرين يبقى أراء تمثل أصحابها. ووحده المجنون يحاول إرضاء الجميع.
وفي الختام، حظ موفق في التواصل القادم الذي نتمنى أن يكون باللغة الفرنسية “. ونحن سنترجمه غير كون هاني”، لكن إجعله تقنيا واضحا وفسر كل شيء للمغاربة. وللحديث بقية إن شاء الله .