في لحظة حزينة هزت أوساط الإعلام المغربي، ودعت الساحة الصحفية أحد أبرز روادها، بلعيد بويميد، الذي رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء 24 شتنبر 2024، بعد معركة شرسة مع المرض.
بويميد، الذي يعتبر من الآباء المؤسسين للصحافة الرياضية في المغرب، ترك وراءه إرثاً غنياً يمتد لأكثر من أربعة عقود. مسيرته المهنية، التي بدأت عام 1975 بعد عودته من فرنسا، كانت حافلة بالإنجازات والبصمات الخالدة في عالم الإعلام الرياضي الوطني.
عمل الراحل كصحفي محترف ورسام كاريكاتير في صحيفتي “البيان” و”بيان اليوم”، حيث تميز بأسلوبه الفريد في الكتابة والتحليل. لكن ما ميزه حقاً كان موهبته الفذة في رسم الكاريكاتير، حيث كانت رسوماته مرآة عاكسة للأحداث الوطنية، مغلفة بروح نقدية ساخرة أحبها القراء وتفاعلوا معها على مر السنين.
بويميد لم يكن مجرد صحفي أو رسام، بل كان مدرسة قائمة بذاتها في الإعلام الرياضي. فقد ساهم في تشكيل وعي جيل كامل من الصحفيين والقراء على حد سواء، مقدماً نموذجاً للصحافة الجادة والملتزمة، دون أن يفقد روح الدعابة والنقد البناء.
وبينما تودع الأسرة الصحفية والرياضية في المغرب أحد أبرز رموزها، تبقى أعمال بويميد وإسهاماته شاهدة على عصر ذهبي من الصحافة الرياضية المغربية. فقد كان صوتاً للحقيقة، وقلماً للنقد البناء، وريشة للفكاهة الهادفة.
في هذه اللحظات الحزينة، تتقدم جريدة العالم الرياضي بخالص التعازي لعائلة الفقيد وأصدقائه ومحبيه، داعين الله أن يتغمده برحمته الواسعة، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إن رحيل بويميد قد يكون نهاية لحياة حافلة، لكنه بداية لإرث سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الصحفيين والإعلاميين في المغرب والعالم العربي.
قد يهمك أيضا: