على أرض الجزر الكناري، شهد ملعب غران كاناريا دراما كروية من العيار الثقيل. فريق لاس بالماس، ممثل الجزر الخالدات، نجح في تحويل حلم جماهيره إلى حقيقة بفوزه المثير على عملاق الليغا، فالنسيا، بنتيجة 3-2 في مباراة كانت أشبه بركوب الأمواج العاتية.
بدأت المباراة وكأنها قصة مألوفة، حيث افتتح “الخفافيش” التسجيل مبكرًا. بيبيلو، بثقة لاعب محترف، وضع فالنسيا في المقدمة من علامة الجزاء في الدقيقة 14. لكن ما لم يدركه الجميع أن هذه كانت مجرد بداية لقصة أكثر إثارة.
لاس بالماس، بروح المحارب الكناري، رفض الاستسلام. وفي لحظة سحرية قبل نهاية الشوط الأول، عادل أليكس مونيوز النتيجة، ليشعل حماس الجماهير ويبعث الأمل في قلوب زملائه. كان هذا الهدف بمثابة إعلان حرب، إشارة واضحة أن أبناء الجزر لن يستسلموا بسهولة.
مع بداية الشوط الثاني، تحول الملعب إلى مسرح لعرض كروي مذهل. فابيو سيلفا، وكأنه يرسم لوحة فنية بقدميه، منح لاس بالماس التقدم في الدقيقة 53. الجماهير كانت في حالة نشوة، والفريق كان يعزف سيمفونية كروية رائعة.
لكن الدراما الحقيقية كانت لا تزال في انتظار الجميع. في الدقيقة 69، تلقى بيبيلو، بطل الشوط الأول لفالنسيا، البطاقة الحمراء، ليترك فريقه في موقف صعب. وكأن هذا لم يكن كافيًا، جاء ألبرتو موليرو ليضيف الهدف الثالث للاس بالماس في الدقيقة 84، مؤكدًا تفوق فريقه.
فالنسيا، رغم كل الصعاب، حاول إحياء آماله في اللحظات الأخيرة. سيزار تاريغا سجل هدفًا في الوقت القاتل، لكنه لم يكن كافيًا لتغيير مصير المباراة.
هذا الانتصار ليس مجرد ثلاث نقاط للاس بالماس. إنه رسالة قوية لكل فرق الليغا، إعلان صريح أن فريق الجزر الكناري قادر على مقارعة الكبار. إنه انتصار للإرادة والتصميم، وتأكيد على أن كرة القدم لا تعترف بالأسماء الكبيرة فقط، بل بالقلوب الكبيرة أيضًا.
قد يهمك أيضا: