حوار خاص مع الكابتن ماهر إسماعيل: من ملاعب البقعة إلى عالم التدريب الاحترافي
تستقبل جريدة العالم الرياضي يوم 28/11/2024 في حوار مع المدرب الأردني ماهر إسماعيل
بدايةً، كابتن ماهر، حدثنا عن بداياتك في عالم كرة القدم. كيف كانت انطلاقتك؟ ومن كان الداعم الأكبر لك في تلك المرحلة؟
بدأتُ مسيرتي في عالم كرة القدم من شوارع مخيم البقعة ومدارس وكالة الغوث، حيث نما شغفي باللعبة منذ الصغر. كنت محظوظًا بتوجيهات مدرسي التربية الرياضية الذين كان لهم دور كبير في اكتشاف موهبتي، مثل شحدة النشاش، عبدالله النشاوي، وخالد الحباري، الذين قادوني نحو نادي البقعة.
كنت أشارك في دوري المدارس وأمثل منتخب مدارس الوكالة لشمال عمان بجانب لاعبين مميزين مثل حاتم عقل وحسونة الشيخ.
دخلت أبواب نادي البقعة عام 1986 وبدأت رحلتي مع فرق الفئات العمرية، حيث لعبت تحت إشراف مدربين مميزين مثل خالد الحباري، تحسين الرقب، موسى الدبس، وزياد أبو حية، حتى وصلت للفريق الأول في موسم 1993-1994. أذكر جيدًا أنني لعبت مع الفريق الأول وأنا في السادسة عشرة من عمري تحت قيادة المدرب العراقي داوود العزاوي، وبتوصية من المدرب محمد أبو العز.
كانت تلك الفترة ذهبية للنادي رغم الظروف الصعبة التي كنا نواجهها، إذ لعبنا دون أي مقابل مادي. تنقلت بين مراكز مختلفة في الملعب، مثل قلب الدفاع، الظهير الأيمن، الارتكاز، ووسط الميدان، وظللت أدافع عن ألوان البقعة لمدة 17 عامًا. كنت جزءًا من رحلة الصعود من الدرجة الأولى وحتى التألق في الدوري الممتاز.
واجهنا تحديات كبيرة، منها عدم الاستقرار الإداري والمالي، لكننا تمكنا من تحقيق إنجازات، مثل الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى مرتين ووصافة البطولة أربع مرات. كما شاركنا في أول بطولة خماسي نظمها اتحاد الكرة، ووصلنا إلى النهائي أمام الفيصلي عام 1997، وحصلنا على الوصافة.
عام 2001 كان علامة فارقة، حيث قادنا المدرب عيسى الترك إلى أول ثبات بين الكبار في تاريخ النادي، وحققنا المركز الخامس بفارق نقطة واحدة عن الرمثا. وفي نفس الموسم، وصلنا إلى نهائي بطولة الدرع.
لعبت لعدد من الأندية الأردنية والعربية، مثل نادي البقعة والشرطة الإماراتي. ما المحطة التي تعتبرها الأكثر تأثيرًا في مسيرتك كلاعب؟
أنا لعبت لنادي البقعة والجزيرة واليرموك في الأردن، لكن في الاحتراف الخارجي لعبت للشرطة الإماراتي والنهضة العماني والعروبة اليمني الذي حققت معه بطولة الدوري الممتاز، وهي البطولة الوحيدة في تاريخ نادي العروبة.
لكن في الواقع، الشرطة الإماراتي كان محطة مهمة جدًا، حيث كان هناك نجوم كبار ولاعبون مميزون ودوري قوي.
حققت العديد من الإنجازات خلال مسيرتك، سواء كلاعب أو مدرب. ما البطولة أو اللحظة التي تراها الأكثر تميزًا في مسيرتك؟
نعم، حققت إنجازات كبيرة، بصراحة، على مستوى اللعب أو التدريب. أذكر منها:
مع نادي اليرموك الأردني، حصلنا على بطولة درع الاتحاد الأردني في مباراة كبيرة أمام نادي الوحدات.
مع نادي البقعة، لعبنا المباراة النهائية أمام نادي الرمثا وحصلنا على وصافة البطولة، وفي نفس الموسم حققنا بطولة دوري الدرجة الأولى.
مع نادي الجزيرة، حصلت على لقب بطولة دوري الدرجة الأولى.
على مستوى الاحتراف كلاعب، حققت بطولة الدوري اليمني الممتاز مع العروبة.
مع الشرطة الإماراتي، حصلنا على وصافة الدوري.
أما على مستوى التدريب، فقد دربت في الدوري السعودي مع نادي الباطن، ونجحت بفضل الله في صناعة جيل كبير ومهم، معظمهم يلعبون حاليًا في الدوري السعودي للمحترفين، أبرزهم نجم الأهلي السعودي بسام محمد الحريجي، بدر ناصر الهويدي، طارق المطيري، يوسف الشمري، وغيرهم.
كما سجلت إنجازًا كبيرًا في الكرة السعودية من خلال تسجيل أسرع هدف في تاريخها، حيث استطاع اللاعب محمد خالد تسجيل هدف خلال 7 ثوانٍ فقط عندما كنت مدربه.
أيضًا، حصلت على بطولة الدوري مع نادي العربي القطري، وعملت كمدير فني للنادي الأهلي اليمني وشباب الجيل، وحققت المركز الرابع في الدوري.
كما دربت أندية أردنية مثل البقعة، بلعما، الاتحاد جرش، والعقبة، وفي قطر دربت العربي، أم صلال، والشحانية.
بعد اعتزالك اللعب، انتقلت إلى عالم التدريب. كيف تصف هذه النقلة؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها؟
اعتزلت كرة القدم بعد مسيرة طويلة بدأت عام 1987 وانتهت عام 2010. لعبت آخر مباراة لي في الأردن، وكانت مباراة اعتزالي بين النادي الفيصلي ونجوم الكرة الأردنية، وانتهت 1-0، وكنت أنا من سجل هدف المباراة.
الانتقال إلى التدريب كان تحديًا مختلفًا تمامًا. في بعض المحطات التدريبية، خاصة في الأردن، لم تكن هناك احترافية في العمل، وكان الضغط على النتائج عاليًا وغير واقعي أحيانًا، مع إمكانيات إدارية ضعيفة.
لكنني تعلمت من تجاربي كلاعب محترف في الخليج، حيث تعاملت مع منظومات إدارية محترفة واستقرار فني ونفسي ومالي. في قطر، على سبيل المثال، اكتسبت خبرات كبيرة خلال 7 سنوات من التدريب في دوري احترافي يحترم المدرب ويمنحه مساحة للتطور.
درّبت في أندية مختلفة داخل الأردن وخارجه، مثل نادي الباطن السعودي وأم صلال القطري. ما الفرق بين تجربة التدريب في الأندية المحلية والأندية الخارجية؟
في السعودية، كان هناك لاعبين مميزين لديهم الرغبة في اللعب وصنع الإنجازات. حصلنا على بطولة دوري الدرجة الأولى، وكان من بين اللاعبين الذين دربتهم 7 يلعبون حاليًا في الفريق الأول.
أما في قطر، العمل احترافي للغاية. دربت العربي وحصلت معهم على بطولات، وهو نادٍ كبير وله جماهير ومحبة واسعة. أما أندية مثل أم صلال والشحانية، فتعتمد على تطوير اللاعبين منذ الصغر وزرع القيم والمبادئ الفنية والتربوية، مما يساهم في صناعة جيل متكامل.
من الواضح أنك تمتلك فلسفة تدريبية مميزة. ما المبادئ التي تعتمد عليها في تحفيز اللاعبين وبناء خططك التدريبية؟
فلسفتي كمدير فني دائمًا تعتمد على تنمية الفكر وتطوير اللاعبين. من أهم مبادئي احترام المنظومة ككل: الإدارة، اللاعبين، المدربين، الجمهور، والإعلام.
على مستوى تحفيز اللاعبين، أضع لائحة داخلية تنظم الحوافز والعقوبات، لضمان الانضباط وتقديم أفضل ما لديهم. أعمل دائمًا على وضع أهداف واضحة واستراتيجيات قابلة للتطبيق، مع الحرص على الواقعية.
ماذا عن أهدافك المستقبلية؟ هل هناك طموح لتدريب منتخبات وطنية أو أندية كبرى على المستوى الدولي؟
أنا مدرب أحترم عملي وأعرف الإمكانيات والظروف وأتكيف معها بسرعة. طموحي الكبير هو تدريب المنتخبات الأردنية. أتمنى أن تتاح لي الفرصة لقيادة المنتخب وتحقيق إنجازات وصناعة أجيال جديدة للكرة الأردنية.
بالنظر إلى خبرتك الواسعة، ما النصائح التي تقدمها للشباب الطموحين الراغبين في دخول عالم كرة القدم، سواء كلاعبين أو مدربين؟
بالنسبة للاعبين:
يجب أن يكون اللاعب لديه رغبة قوية في تطوير نفسه، يتميز بمواصفات فنية وجسدية، يحترم المدرب والإداري، ويبتعد عن السلبية.
أما بالنسبة للمدربين:
على المدرب أن يكون واقعيًا، يطور شخصيته، ويكتسب الخبرات. التدريب الاحترافي والإنجازات هي ما يتحدث عن المدرب، وليس العلاقات أو الواسطة.
فخر”المدرب ماهر إسماعيل:
كرم ماهر إسماعيل، ابني، لعب سابقًا لنادي السد القطري وحاليًا يلعب في نادي الشحانية القطري. هو لاعب موهوب يبلغ من العمر 17 عامًا، ويتميز بمهاراته في مركز الدفاع والوسط، بالإضافة إلى شخصيته القوية وحضوره المميز. أعتبره خليفتي في الملاعب وأتوقع له مستقبلًا كبيرًا بإذن الله.
دائمًا ما أقول: “يا رضا الله ورضا الوالدين”. أحب قضاء الوقت مع أولادي كرم وبناتي وزوجتي، فهم أغلى ما أملك في حياتي.
اللحظات المميزة في مسيرتك الكروية
أجمل هدف سجلته في مسيرتي في الدوري الإماراتي أمام نادي بني ياس.
أفضل مباراة لعبتها كانت أمام فريق الوحدة الإماراتي.
المنتخب المغربي سيكون الرقم الصعب ومنافساً كبيراً في كأس العالم المقبل.
أتوقع وصول منتخبنا الأردني إلى كأس العالم المقبل ولدينا حظوظ قوية على التأهل المباشر مع المدير الفني جمال سلامي.
تشرفت بالظهور على القنوات المغربية والحديث والتحليل الفني عن المنتخب المغربي والمنتخبات العربية في كأس العالم برفقة النجوم الكبار.
كلمة أخيرة توجهها لقراء جريدة “العالم الرياضي
اشكرك على استضافتي والي الشرف الكبير ان اكون معكم وبينكم اشكر جميع الاخوان القائمين على جريده وموقع العالم الرياضي تحياتي للجميع