الليجا تطلق ثورة تحكيمية

تستعد رابطة الدوري الإسباني (الليجا) لإحداث نقلة جوهرية في عالم التحكيم الكروي، حيث اعتمدت رسمياً تقنية “FVS” الثورية التي ستدخل حيز التنفيذ مع انطلاق الموسم الجديد. هذا النظام المبتكر يمثل بديلاً اقتصادياً وعملياً لتقنية حكم الفيديو المساعد التقليدية، مع منح المدربين دوراً فعالاً في العملية التحكيمية.
التقنية الجديدة تقوم على فلسفة مختلفة تماماً عن الأنظمة المعتادة، حيث تنقل جزءاً من السلطة التحكيمية لأيدي المدربين أنفسهم. هذا التحول يعكس رغبة رابطة الليجا في إشراك الأطقم الفنية بشكل مباشر في ضمان عدالة المنافسة، بدلاً من الاعتماد الكامل على قرارات الحكام وحدهم.
آلية عمل النظام الجديد تتميز بالبساطة والوضوح، حيث يحصل كل مدرب على حق طلب مراجعة لقطتين بالفيديو كحد أقصى خلال المباراة الواحدة. هذا العدد المحدود يضمن عدم إبطاء سير المباريات، مع الحفاظ على حق الفرق في الطعن على القرارات المثيرة للجدل.
الجانب الذكي في النظام يكمن في آلية الحفاظ على عدد الطلبات، فعندما يثبت صحة اعتراض المدرب، يحتفظ بعدد طلباته كاملة دون نقصان. هذا المبدأ يشجع المدربين على استخدام حقهم في الطعن بثقة، دون خوف من خسارة فرص مستقبلية في حال كانت شكاويهم مبررة.
سرعة الاستجابة تشكل ميزة أساسية في التقنية الجديدة، حيث يقوم الحكم بمراجعة اللقطة فور تلقي طلب المدرب مباشرة. هذا الإجراء الفوري يقلل من التوقفات المطولة التي اعتادت عليها الجماهير مع أنظمة الفيديو التقليدية، مما يحافظ على تدفق المباراة وإثارتها.
التوجه نحو هذا النظام يعكس رؤية اقتصادية ذكية من رابطة الليجا، حيث تحقق توفيراً كبيراً في التكاليف مقارنة بأنظمة الفيديو المساعد المعقدة. هذا التوفير يمكن إعادة استثماره في تطوير جوانب أخرى من البطولة، مع الحفاظ على معايير العدالة المطلوبة.
النظام الجديد يضع المدربين في موقع مسؤولية أكبر، حيث يصبحون شركاء فعليين في ضمان سير عادل للمباريات. هذا الدور المتزايد يتطلب من الأطقم الفنية تطوير مهاراتهم في قراءة المواقف بسرعة ودقة، مما يضيف بعداً تكتيكياً جديداً للعبة.
التجربة الإسبانية قد تكون بداية لثورة حقيقية في عالم التحكيم الكروي، خاصة إذا أثبتت نجاحها وفعاليتها. أندية ودوريات أخرى تراقب بعناية تطبيق هذا النظام، استعداداً لتبنيه في حال حقق النتائج المرجوة.
قد يهمك أيضا: