كرة القدم

العين يراهن على مونديال الأندية لاسترداد الهيبة

من قاع الانكسارات المحلية إلى قمة الطموحات العالمية، يخط نادي العين الإماراتي فصلاً جديداً من قصة النهوض والتحدي. بعد موسم مرير شهد انهياراً شاملاً على جميع الجبهات، يضع بطل آسيا رهانه الأكبر على كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة لإعادة كتابة تاريخه بأحرف من ذهب.

عاش العين أقسى فصول تاريخه الحديث في الموسم المنصرم، حيث انتهى الموسم بخزائن فارغة من الألقاب للمرة الأولى منذ عقود. ثلاثة مدربين تعاقبوا على القيادة الفنية في مشهد يعكس حجم الأزمة التي عصفت بالنادي، مسجلاً أسوأ أداء في تاريخه منذ اعتماد نظام الإحصائيات عام 2008.

المركز الخامس في الدوري المحلي حرم العين من البطولات القارية، بينما شهد دوري أبطال آسيا للنخبة كابوساً حقيقياً بحصوله على نقطتين فقط من ثماني مباريات، متلقياً 22 هدفاً وسط انهيار دفاعي مدوٍ توج بالهزيمة المذلة أمام النصر السعودي (1-5).

أدرك العين أن الخروج من النفق المظلم يتطلب جراحة شاملة، فأطلق حملة تعاقدات جذرية شملت ثمانية لاعبين جدد. الثلاثي المغربي حسين رحيمي ويحيى عبد الخالق ونسيم الشاذلي يقود موجة التجديد، إلى جانب الخبرة المصرية المتمثلة في رامي ربيعة والبرتغالية مع الحارس المخضرم روي باتريسيو.

كما ضم النادي السلوفيني مارسيل راتنيك والنمساوي أديس ياشيتش والأرجنتيني فاكوندو سابالا، في خطة محكمة لترميم الخط الخلفي الذي كان نقطة الضعف الأبرز في الموسم الماضي.

وسط هذا الخضم من التحديات، يبدي أحمد الشامسي، إداري النادي، ثقة مطلقة في قدرة فريقه على استعادة بريقه: “صحيح أننا لم نوفق في منافسات الموسم، لكن لا تخافوا على العين في المشاركات الخارجية فهو دائماً خير من يمثل الكرة الإماراتية”.

هذه الثقة تنبع من إرث النادي العريق كبطل آسيا 2003 و2024، ووصيف مونديال الأندية 2018، مما يجعل الطموح في النسخة الجديدة أمراً منطقياً رغم الظروف الصعبة.

يحمل الحارس البرتغالي روي باتريسيو (37 عاماً) على عاتقه مسؤولية حراسة الحلم الإماراتي، مؤكداً: “كأس العالم للأندية تجربة مذهلة بقميص ناد كبير ننافس فيه نخبة أندية العالم، كما أن اللعب أمام فرق مثل مانشستر سيتي ويوفنتوس يمثل تحدياً حقيقياً”.

من جهته، يجلب رامي ربيعة خبرته الواسعة في هذه البطولة، مشيراً إلى أن هذه ستكون مشاركته السابعة: “النظام الجديد للبطولة بمشاركة 32 فريقاً، أكثر صعوبة من النسخ السابقة، لذا من المهم أن نركز في كل مباراة على حدة”.

أوقعت القرعة العين في واحدة من أصعب المجموعات، حيث سيواجه عمالقة أوروبا مانشستر سيتي ويوفنتوس، إلى جانب الوداد البيضاوي. هذا التحدي الجبار يتطلب استعداداً خاصاً، كما يؤكد المدرب الصربي فلاديمير إيفيتش: “متحمسون لترك بصمة حقيقية في البطولة العالمية”.

منذ اختتام الموسم المحلي في 25 ماي، دخل العين في حالة استنفار قصوى للاستعداد للمونديال. المعسكر الأمريكي في واشنطن منذ 5 يونيو شهد تحضيرات مكثفة، توجت بالفوز على أوكلاند سيتي النيوزيلندي في مباراة ودية أعطت بشائر إيجابية.

يبدأ العين رحلته الأمريكية بمواجهة يوفنتوس في 19 يونيو، ثم يلتقي مانشستر سيتي في 23 من الشهر ذاته، في لقاءات ستحدد مصير الحلم الإماراتي.

يتطلع إيفيتش إلى المستقبل بتفاؤل حذر، مؤكداً: “هناك إمكانية بعد المونديال لإضافة عدد من الصفقات، لأننا نستعد لموسم قوي ننافس فيه على كل البطولات”.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button