كرة القدم

خيول بوركينا فاسو تعبر نهر بوروندي.. رحلة التأهل الأفريقية تنتهي بانتصار مثير

في قلب القارة السمراء، حيث تلتقي السافانا بالغابات الاستوائية، شهدت ملاعب بوروندي ملحمة كروية أفريقية خالصة. منتخب بوركينا فاسو، المعروف بـ”الخيول”، عبر حدود بلاده ليواجه أسود بوروندي في معركة حاسمة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا.

المباراة، التي جرت في أجواء مشحونة بالحماس والتوتر، لم تمهل الجماهير لالتقاط أنفاسها. ففي الدقيقة الخامسة فقط، وكأنه يطلق صافرة بداية المعركة الحقيقية، نجح كوناتي في هز شباك أصحاب الأرض، معلنًا نوايا بوركينا فاسو الهجومية.

هذا الهدف المبكر لم يكسر عزيمة بوروندي. بل على العكس، أشعل حماسهم وجعلهم يندفعون بكل قوة نحو مرمى الضيوف. لكن دفاعات “الخيول” كانت صلبة كصخور الساحل الأفريقي، صادة كل المحاولات بسبالة وشجاعة.

ومع اقتراب صافرة النهاية، وبينما كانت الجماهير تستعد للاحتفال بفوز ضيق، جاءت اللحظة الحاسمة. في الوقت بدل الضائع، وتحديدًا في الدقيقة 94، نال منتخب بوركينا فاسو ركلة جزاء. وقف تراوري أمام الكرة، وبهدوء القناص، سدد الضربة القاضية، مسجلاً الهدف الثاني وحاسمًا نتيجة المباراة.

هذا الانتصار لم يكن مجرد ثلاث نقاط عادية في سجلات البطولة. بل كان بمثابة تتويج لرحلة طويلة من الكفاح والطموح. فبهذا الفوز، رفعت بوركينا فاسو رصيدها إلى 10 نقاط، متربعة على عرش المجموعة 12، ومؤكدة تأهلها إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا بكل جدارة واستحقاق.

أما بوروندي، فرغم الخسارة المريرة على أرضها، إلا أنها قدمت أداءً يستحق الإشادة. بقيت صامدة طوال 90 دقيقة تقريبًا أمام واحد من أقوى المنتخبات في القارة، مظهرة روحًا قتالية تبشر بمستقبل واعد.

وبينما تحتفل بوركينا فاسو بتأهلها، تبقى بوروندي في المركز الثالث برصيد 3 نقاط، متمسكة بأمل ضئيل في التأهل. لكن الدرس الأكبر من هذه المباراة هو أن في كرة القدم الأفريقية، كل شيء ممكن حتى الرمق الأخير.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
× كيف يمكننا مساعدتكم؟