كتب محمد كرومي (الزمامرة)
شهدت أروقة الكرة المغربية يوم أمس الجمعة حدثاً يستحق التوقف عنده. فقد قام أشرف عبد السلام بلقشور، الذي يتربع على عرش رئاسة العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، بتسليم مفاتيح حافلة جديدة لعائلة النادي القنيطري العريق، في مشهد يحكي قصة التلاحم الحقيقي داخل البيت الكروي المغربي.
تحمل هذه المبادرة الإنسانية في جوهرها معنى عميقاً، فهي تُطوي صفحة مأساوية كُتبت بحبر الألم قبل ثلاث سنوات. ففي ذلك اليوم القاتم، تحولت رحلة اعتيادية للفريق القنيطري إلى كابوس مرعب عند أعتاب مدينة سيدي بنور، حيث تعرضت حافلة النادي لحادث مروري خطير ترك ندوباً عميقة في ذاكرة الجميع.
لم تكن الجراح مجرد خدوش عابرة، بل كانت أعمق من ذلك بكثير. فالحادث لم يُخلّف أضراراً مادية فحسب، وإنما زرع في نفوس لاعبي وإداريي النادي هواجس نفسية عصفت بالروح المعنوية للفريق، وأثارت في ذلك الوقت موجة عارمة من التعاطف تدفقت من أقاصي الوطن الرياضي.
وبكلمات نابعة من صميم القلب، عبّر رئيس العصبة عن هذه اللحظة التاريخية عبر منصاته الرقمية قائلاً: “بفضل الله تعالى، تمكنا اليوم من إنجاز هذا العمل النبيل، حيث وضعنا في يدي السيد حكيم دومو، قبطان سفينة النادي القنيطري، مفاتيح الحافلة الجديدة التي جاءت ثمرة مبادرة إنسانية صادقة من أسرة رؤساء الأندية الوطنية.”
وأضاف بلقشور بنبرة تحمل كل معاني الوفاء: “هذه الخطوة تأتي تجسيداً لروح التكافل مع إخواننا في النادي القنيطري، ومواساة لهم بعد تلك المحنة القاسية التي عاشوها قبل ثلاث سنوات في رحلتهم المشؤومة قرب سيدي بنور.”
قد يهمك أيضا:
