غادر عالم كرة القدم صباح اليوم الخميس أحد أبرز نجومه، حين رحل اللاعب البرتغالي ديوغو جوتا في عمر الثامنة والعشرين، تاركًا وراءه إرثًا كرويًا حافلًا وذكريات لا تُنسى في قلوب محبيه.
انتهت حياة نجم ليفربول الإنجليزي في طريق جبلي نائي بمنطقة سانابريا الإسبانية، حيث تحولت رحلة اعتيادية إلى مأساة لن تُمحى من الذاكرة. وقع الحادث في الساعات الأولى من فجر الخميس عندما خرجت سيارة لامبورجيني عن مسارها واشتعلت فيها النيران، لتحصد الحادثة حياة الأخوين ديوغو وأندريه في لحظة قاسية لم يستطع أحد توقعها.
كان ديوغو قد احتفل مؤخرًا بأسعد أيام حياته، حيث تزوج من حبيبته روتي كاردوسو في شهر يونيو الماضي، بعد قصة حب امتدت لأكثر من عقد من الزمان منذ عام 2012. رزق الثنائي بثلاثة أطفال، وكان الزواج تتويجًا لعلاقة عاطفية قوية بدأت في مقتبل العمر.
وصل جوتا إلى ليفربول في صيف 2020 قادمًا من وولفرهامبتون، وسرعان ما أصبح جزءًا لا يتجزأ من النسيج الكروي للفريق. خلال مسيرته مع “الريدز”، خاض 182 مباراة رسمية، هز خلالها الشباك 65 مرة وساهم في صناعة 26 هدفًا آخر، مما جعله أحد الأسلحة الهجومية الأكثر فتكًا في الدوري الإنجليزي.
تميز اللاعب البرتغالي بقدرته الاستثنائية على التسجيل في اللحظات الحاسمة، وكان له دور محوري في تحقيق ليفربول لثلاث بطولات مهمة: الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2024-2025، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية في موسم 2021-2022. هذه الإنجازات جعلته واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ النادي الحديث.
بدأت رحلة جوتا الاحترافية من أندية البرتغال المحلية، مرورًا بأتلتيكو مدريد وبورتو، قبل أن يجد موطنه الحقيقي في الدوري الإنجليزي مع وولفرهامبتون أولاً، ثم ليفربول لاحقًا. عُرف عنه الذكاء التكتيكي والقدرة على القراءة السريعة للمباريات، بالإضافة إلى شخصيته المتواضعة التي جعلته محبوبًا من الجماهير والزملاء على حد سواء.
تفاعل عالم كرة القدم مع الخبر المؤسف بموجة حزن عارمة، حيث امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعازي النجوم والأندية والجماهير من مختلف أنحاء العالم. أصدر نادي ليفربول بيانًا رسميًا عبر فيه عن الصدمة والحزن العميق لفقدان أحد أبرز نجومه، مؤكدًا أن ذكرى جوتا ستظل خالدة في قلوب الجميع.
لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الحادث، بينما تستعد البرتغال لاستقبال جثمان ابنها البار في الساعات القادمة. من المتوقع أن تشهد البلاد مراسم تشييع مهيبة تليق بمكانة الراحل وما قدمه للكرة البرتغالية والأوروبية.
رحل ديوغو جوتا وهو في أوج عطائه الكروي، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا سيذكره التاريخ. سيبقى اسمه محفورًا بأحرف من ذهب في سجلات ليفربول، وفي قلوب عشاق الكرة الجميلة الذين شهدوا فصولًا رائعة من موهبته الفذة.
قد يهمك أيضا: