أصدر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) حزمة من العقوبات المشددة ضد المنتخب الليبي، في أعقاب الأحداث المؤسفة التي رافقت مباراته المرتقبة مع نيجيريا في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
وجاءت العقوبات ثلاثية الأبعاد، حيث تضمنت خسارة المباراة بنتيجة (3-0)، وغرامة مالية باهظة بلغت 50 ألف دولار أمريكي مع مهلة سداد محددة بستين يوماً، وقراراً حاسماً بعدم قبول أي طعون مستقبلية في هذه العقوبات.
وكشف بيان الكاف، الذي نُشر عبر منصة “إكس”، عن خرق الاتحاد الليبي لثلاث مواد من لوائح البطولة القارية، في واقعة أثارت استياءً واسعاً بعد احتجاز البعثة النيجيرية لساعات في المطار الليبي، مما اضطرها للمغادرة وعدم خوض المباراة.
هذا القرار الحازم يُعد رسالة واضحة من الكاف لجميع الاتحادات الوطنية بضرورة الالتزام بالمعايير التنظيمية للبطولات القارية، وضمان سلامة وكرامة الوفود المشاركة.
أظهر منتخب بوركينا فاسو، الملقب بالخيول البرية، قوته الهجومية الكاسحة، محولاً تأخره المبكر إلى انتصار ساحق على حساب بوروندي في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
بدأت المباراة بصدمة للجماهير البوركينية، حين باغتهم بيانفوني كاناكيمانا بهدف مبكر لصالح أسود بوروندي. لكن سرعان ما استفاق فرسان الساحل، ليبدؤوا عرضاً هجومياً لا يُنسى.
دانجو واتارا، نجم المباراة بلا منازع، قاد الهجوم البوركيني بثنائية رائعة، قالباً الطاولة على الضيوف. وقبل أن تلتقط بوروندي أنفاسها، أضاف ساشا بانسي الهدف الثالث، ليُنهي الشوط الأول بتقدم مريح.
ومع بداية الشوط الثاني، لم يتوانَ إيسوفو دايو عن إضافة بصمته، مسجلاً الهدف الرابع ومؤكداً هيمنة الخيول البرية على مجريات اللقاء.
هذا الانتصار الكبير عزز موقع بوركينا فاسو في صدارة المجموعة الـ12 برصيد 7 نقاط، متفوقة على السنغال حاملة اللقب. وبينما تنتظر الجماهير بشغف نتيجة مباراة السنغال ومالاوي، يبدو أن المعركة على بطاقتي التأهل قد اشتعلت بشكل غير مسبوق.
وسط هذه الأجواء المشحونة بالإثارة والتنافس، تتساءل الجماهير الإفريقية: هل سنشهد مفاجأة كبرى بتأهل الخيول البرية على حساب أسود التيرانجا؟ وهل ستواصل بوركينا فاسو عروضها القوية في الجولات القادمة؟
قدم منتخب الجزائر عرضاً هجومياً ساحراً على ملعب 19 ماي 1956، محولين ما بدأ كتحدٍ إلى انتصار كاسح على منتخب توجو في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025.
بدأت الدراما الكروية بصدمة مبكرة للجماهير الجزائرية، حين باغت تيباولت كليدجي الجميع بهدف سريع لصالح صقور توجو. لكن سرعان ما استعاد محاربو الصحراء توازنهم، ليبدأ مهرجان الأهداف الجزائرية.
سعيد بن رحمة، نجم وست هام الإنجليزي، قاد الهجوم الجزائري بثنائية رائعة، ليقلب الطاولة على الضيوف. ثم جاء دور حسام عوار، ليضيف بصمته الفنية بهدف ثالث، مؤكداً سيطرة الخضر على مجريات اللقاء.
ومع اقتراب صافرة النهاية، أضاف كل من أمين غويري ومحمد الأمين عمورة لمساتهما السحرية، ليختتما الليلة بخماسية تاريخية أكدت عزم الجزائر على استعادة مكانتها في القمة الإفريقية.
هذا الانتصار الكاسح لم يكن مجرد ثلاث نقاط في جعبة المنتخب الجزائري، بل كان بمثابة رسالة قوية لكل منافسيهم في القارة السمراء: محاربو الصحراء عادوا، وبقوة. فمع تصدرهم للمجموعة الخامسة برصيد كامل من 9 نقاط، يبدو أن الجزائر في طريقها لكتابة فصل جديد مشرق في تاريخها الكروي.
شهدت ملاعب القارة السمراء سلسلة من المواجهات الحماسية ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا. كان محور الاهتمام المباراة المثيرة التي جمعت بين منتخبي بنين وليبيا، حيث نجحت سناجب بنين في تحويل تأخرها إلى انتصار مثير.
بدأت الدراما مبكراً عندما منح نور الدين القليب التقدم لـ”فرسان المتوسط” من علامة الجزاء. لكن العزيمة البنينية كانت على موعد مع التألق في الشوط الثاني، حيث قلب ستيف موني وجونيو أولياتان الطاولة، مانحين بلادهما فوزاً ثميناً يعزز آمالهم في التأهل.
وفي مشهد آخر مثير، قدم منتخب بوركينا فاسو عرضاً هجومياً قوياً، متغلباً على مالاوي بثلاثية مقابل هدف. هذا الانتصار يؤكد على طموحات “الخيول” في المنافسة بقوة على إحدى بطاقات التأهل.
أما “الأفيال” الإيفوارية، فواصلوا زحفهم نحو النهائيات بفوز نظيف على تشاد بهدفين، مؤكدين جاهزيتهم للمنافسة على اللقب القاري. في الوقت ذاته، خاض منتخب زامبيا مباراة ماراثونية أمام سيراليون، ليخرج منتصراً بنتيجة 3-2 في لقاء شهد تقلبات درامية.
أثبت منتخب الرأس الأخضر قدرته على منافسة الكبار في طريقه نحو كأس أمم إفريقيا 2025. بقيادة نجمه المتألق ريان مينديش، تمكن الفريق من تحقيق فوز ثمين على حساب ضيفه الموريتاني بنتيجة 2-0، مُشعلاً بذلك المنافسة في المجموعة الثالثة من التصفيات.
في مباراة اتسمت بالندية والإثارة، برز مينديش كبطل حقيقي لمنتخب بلاده. فتح التسجيل بثقة من علامة الجزاء في الدقيقة 28، قبل أن يؤكد تفوقه بهدف ثانٍ في الدقيقة 75، مانحاً فريقه أول ثلاث نقاط ثمينة في مشوار التصفيات.
هذا الانتصار لم يكن مجرد فوز عادي، بل رسالة قوية من منتخب الرأس الأخضر إلى منافسيه في المجموعة. فبينما توقف رصيد موريتانيا عند ثلاث نقاط، تربعت مصر على عرش المجموعة برصيد ست نقاط كاملة، مما يجعل المنافسة على بطاقات التأهل في غاية الإثارة.
أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن قرار مثير للاهتمام. فقد تقرر نقل مباراتي المنتخب الوطني المغربي ضد إفريقيا الوسطى، ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، إلى الملعب الشرفي بمدينة وجدة الشرقية.
هذا القرار، الذي سيرى النور في الفترة ما بين 7 و15 أكتوبر المقبل، يمثل تحولاً ملحوظاً في مسار المنتخب الوطني. فبعد سلسلة من المباريات التي أقيمت في ملعب أدرار بأكادير، ها هي وجدة تستعد لاستقبال نجوم “أسود الأطلس” وجماهيرهم المتحمسة.
يأتي هذا التغيير في ظل ظروف استثنائية، حيث تم إغلاق عدد من الملاعب الرئيسية في البلاد، بما فيها ملاعب الدار البيضاء والرباط وطنجة. وقد شهد ملعب أدرار بأكادير نشاطاً مكثفاً في الآونة الأخيرة، حيث استضاف مباريات ودية ورسمية للمنتخب المغربي ضد منتخبات متنوعة مثل أنغولا وموريتانيا وزامبيا والكونغو برازافيل.
هذا التنقل إلى وجدة لا يعني فقط تغييراً في المكان، بل يحمل في طياته رسالة أعمق. فهو يعكس رغبة الجامعة في توسيع قاعدة الجماهير وإشراك مختلف مناطق المملكة في الحدث الكروي الوطني. كما أنه يمنح فرصة لمشجعي المنطقة الشرقية لمشاهدة نجومهم المفضلين عن قرب ودعمهم في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات.
وبينما يستعد المنتخب المغربي لمواجهة ليسوتو في أكادير يوم الاثنين المقبل، تبدو الأنظار متجهة بالفعل نحو وجدة، حيث سيكون الموعد مع تحدٍ جديد وجمهور متعطش لرؤية “أسود الأطلس” يتألقون على أرضهم.