المنتخب

  • المرأة والساحر والحب المغربي

    • المرأة والساحر و(الحب المغربي)
    • عين على الوطن بقلم د.شراط محمد رشد

    إن الضجة التي خلقها موضوع لاعب المنتخب الوطني المغربي “حكيم زياش” الملقب بالساحر و( المرأة المؤثرة) قد يبدو تافها للبعض، لكنه في الحقيقة يكشف المستور عن وقائع عديدة ومتعددة: حياة المشاهير المغاربة وتصرفاتهم وأخلاقهم وكيف ينظرون لنا نحن عامة الشعب المغربي….لكن أهم حقيقة أثارت انتباهي هي كيف أن هذه “المناوشة” أظهرت الفرق الشاسع بين من هو محبوب بصدق من  جميع المغاربة؛ وتبناه الشعب المغربي.  ومن صنع لنفسه مكانا وسطنا وأصبح له ” متابعون” بالملايين لكنهم مجرد أرقام وليس ” محبون”.

    خرجت المرأة بدموعها. تكشف كيف أهانها الساحر “المتكبر” حسب أقوالها. و كان خروجها ( الإعلامي)، رواية من  طرف واحد يلعب دور “الضحية”. فماذا وقع؟  لم ينتظر “القاضي والحكم” وهو “الساحة العامة و الشعب المغربي” في هذه القضية. -والذي رأى دموع المرأة وسمع كلامها- أن يسمع رواية الساحر “المتهم” ، بل برأه وأدانها دون أن ينتظر رد زياش. فنصرت الأغلبية الساحقة من المغاربة( النساء قبل الرجال) أخوهم وابنهم ظالما كان أو مظلوما.

    السؤال الذي وجب على أغلبية المشاهير المغاربة طرحه على أنفسهم اليوم. هو لماذا؟ لماذا هذا التحيز للساحر؟؟؟ والجواب سهل ممتنع: إنه الحب المغربي الغير مشروط يا سادة.

    قد يظن البعض؛ أن ما حازه حكيم زياش، من دعم جماهيري سببه كونه لاعبا للمنتخب المغربي لكرة القدم وأحبه الناس بعد ملحمة أسود الأطلس في مونديال قطر. ولهذا يدعمونه… وهذا تحليل جد سطحي!! قام به أشخاص كمومو الراديو وما جاوره. من الجاهلين بحقيقة جماهير كرة القدم المغربية.

    هذا التحليل حول دعم حكيم زياش لأنه من أسود الأطلس يحيد عن الصواب، سيقوم به أشخاص لم يحضروا مباراة لكرة القدم وسط الجماهير المغربية، أما من عاش “الكرياج ” وتعرف على ” الفكر المشترك الكروي للمشجعين المغاربة” فيعلم أن جماهير كرة القدم المغربية ليست غبية، ولا ترحم ولا تجامل.
    سيعلم، أن جماهير كرة القدم المغربية، تأخد بعين الاعتبار كل المعايير والشروط بدقة متفانية.  لدعم أو عدم دعم لاعب ما أو مدرب ما. مهما كانت ” مهارته ” الكروية.  فإن كانوا يعلمون أن لاعبا ما” زير نساء أو محب لمقاهي الشيشة “… فسيكرهونه حتى لو كان هدافا وسيسمع منهم كلمات ” تبا لك” ومرادفاتها في كل حين وأوان. والأمثلة عديدة في تاريخ البطولة الوطنية والمنتخب المغربي للاعبين ومدربين ذوي مهارات عالية، كانوا ولازالوا ينالون حقهم من السب والتوبيخ لأنهم ” متعجرفون ” .

    قد يتابعك الشعب المغربي مهما كان ما تمارسه من ( مهارة)، لكنك لن تنال الحب المغربي الامشروط إلا إذا اجتمعت لديك كل المعايير: من رضى الوالدين والأخلاق العالية والتواضع ثم اتقان مهاراتك.

    ختام القول ، لا تحتاج لتكون عبقريا كي تفهم أننا نحن المغاربة، نكره التعجرف والكلام من الفوق و “التفرنس”.  وأتمنى  أن يكون ” المؤثرون والمؤثرات” ذوي ملايين الفلورز في الانستاغرام، قد فهموا أن الشارة الزرقاء والأرقام لن تغنيهم شيئا، يوم الحساب. إذا لم يكسبوا قلوب المغاربة بأخلاقهم، وسعدات من أحبه المغاربة.

Back to top button
× كيف يمكننا مساعدتكم؟