يجد وليد الركراكي، المدرب الفذ للمنتخب المغربي، نفسه أمام معضلة استراتيجية تختبر حنكته التكتيكية وحكمته الإدارية.
إصابة إبراهيم دياز، نجم ريال مدريد والورقة الرابحة في تشكيلة أسود الأطلس، لم تكن مجرد نكسة عابرة. بل فتحت الباب على مصراعيه لسيناريو كان الركراكي قد أغلقه – أو هكذا اعتقد. فجأة، عاد اسم أمين حارث، اللاعب المتألق في صفوف أولمبيك مارسيليا، ليطرق أبواب المنتخب بقوة.
الركراكي، الذي سبق وأن صرح بأن وجود دياز يحول دون استدعاء لاعب بمواصفات مماثلة مثل حارث، يجد نفسه الآن في موقف دقيق. فمن جهة، هناك وعد ضمني قطعه على نفسه، ومن جهة أخرى، هناك واقع جديد يفرض نفسه بقوة.
حارث، الذي يقدم مستويات لافتة في الدوري الفرنسي، لم يعد مجرد خيار بديل. بل أصبح ضرورة ملحة في نظر الكثيرين. الأصوات المطالبة بعودته للمنتخب تتعالى، مستندة إلى منطق بسيط: لاعب يتألق في أحد أقوى الدوريات الأوروبية لا يمكن تجاهله.
لكن المعضلة تتجاوز مجرد قرار فني. إنها اختبار لفلسفة الركراكي في بناء المنتخب. هل يلتزم بكلمته السابقة، محافظًا على استقرار التشكيلة وثقة اللاعبين في وعوده؟ أم يستجيب لنداء اللحظة، مظهرًا مرونة تكتيكية قد تفتح الباب لتغييرات أكبر في المستقبل؟
المباراتان المقبلتان ضد إفريقيا الوسطى في الملعب الشرفي بوجدة ليستا مجرد محطتين في مشوار التصفيات الأفريقية. بل هما فرصة للركراكي لإعادة رسم خريطة المنتخب، والموازنة بين الوفاء للماضي والاستجابة لمتطلبات الحاضر.
في النهاية، قد يكون هذا الموقف فرصة ذهبية للركراكي لإثبات قدرته على التكيف والابتكار. فالمدرب الناجح ليس من يتمسك بخططه بعناد، بل من يعرف متى وكيف يعيد تشكيلها لصالح الفريق.
قد يهمك أيضا: