في أمسية مغربية خالصة على أرضية “المركب الرياضي لفاس”، نجح المنتخب الوطني في إضافة لمسة أخرى إلى لوحة استعداداته لنهائيات كأس أمم أفريقيا “المغرب 2025″، بعد تحقيق انتصار ثمين على ضيفه البنيني بهدف نظيف، في مواجهة ودية كشفت عن تطور واضح في أداء أسود الأطلس.
منذ صافرة البداية، تبنت الأسود فلسفة الضغط العالي والبحث الدؤوب عن شباك الضيوف، لكن الجدار البنيني أثبت صلابة لافتة في وجه الموجات الهجومية المتتالية. كانت اللقطات الأولى بمثابة اختبار حقيقي لصبر العناصر الوطنية، التي وجدت نفسها أمام دفاع منظم يعرف جيداً كيف يقرأ تحركات الخصم.
الدقيقة 33 كانت بمثابة إنذار مبكر، عندما أطلق أيوب الكعبي صاروخاً من داخل منطقة الجزاء، لكن القدر شاء أن تحلق الكرة فوق العارضة مباشرة، تاركة الجماهير في حالة ترقب شديد.
لكن العدالة الكروية لم تتأخر طويلاً، ففي اللحظات الأخيرة من الشوط الأول (45+1)، قدم الكعبي للحضور تحفة فنية حقيقية. مقصية مميزة تحمل بصمات الإبداع المغربي الأصيل، استقرت في شباك المرمى البنيني وسط انفجار جماهيري عارم، لتترجم أفضلية الأسود إلى هدف ذهبي يستحق التوقيع عليه.
لمسات الركراكي الأخيرة
في الثلاثين دقيقة الأخيرة، لجأ المدرب وليد الركراكي إلى ورقة التغييرات الاستراتيجية، حيث دفع بأسامة ترغالين وأمين زحزوح عوضاً عن سفيان أمرابط وأسامة الصحراوي، في محاولة لإضفاء نفس هجومي جديد. رغم أن هذه التبديلات لم تثمر أهدافاً إضافية، إلا أنها أكدت عمق المقاعد المغربية والخيارات المتنوعة المتاحة للجهاز الفني.
هذا الانتصار يأتي ليعزز الثقة في صفوف المنتخب المغربي، خاصة بعد الفوز المقنع السابق على تونس (2-0) بهدفي أشرف حكيمي وأيوب الكعبي. رقمان على رقمين يؤكدان أن أسود الأطلس تسير في الاتجاه الصحيح، وأن استقبال القارة الأفريقية على الأراضي المغربية سيكون بأقدام ثابتة وقلوب متفائلة.
في الختام، كانت مباراة الليلة أكثر من مجرد اختبار ودي، بل كانت رسالة واضحة من أسود الأطلس إلى بقية المنتخبات الأفريقية: المغرب مستعد لاستضافة وتتويج حلم قاري جديد، والرحلة نحو اللقب تبدأ من هنا، من فاس، بمقصية ساحرة وعزيمة لا تلين.
قد يهمك أيضا: