أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) بالإجماع إشارة جديدة لمواجهة الإساءات العنصرية خلال المباريات. هذا القرار الثوري، الذي اتخذ في المؤتمر الـ74 للفيفا في بانكوك، يُدخل رمزًا بصريًا قويًا – الذراعين المتشابكين على شكل حرف X – كجزء لا يتجزأ من بروتوكولات كرة القدم العالمية.
وسيشهد كأس العالم للسيدات تحت 20 عامًا في كولومبيا 2024 التطبيق الأول لهذه الإشارة الجديدة، مما يمنح اللاعبين والمدربين والحكام أداة قوية للتصدي للعنصرية بشكل مباشر وفوري. هذه الخطوة ليست مجرد رمز، بل هي جزء من إستراتيجية شاملة تتضمن إجراءات صارمة قد تصل إلى حد إلغاء المباراة في حالات الإساءة المستمرة.
ويأتي هذا الإجراء كثمرة لمشاورات مكثفة مع لاعبين حاليين وسابقين من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس نهج FIFA التشاركي في صناعة القرار. وبتبني هذه الإشارة، يؤكد FIFA على موقفه الصارم ضد جميع أشكال التمييز، مع التركيز بشكل خاص على حماية اللاعبين الذين غالبًا ما يكونون في مرمى نيران العنصرية.
وقد أشاد جياني إنفانتينو، رئيس FIFA، بهذه الخطوة، معتبرًا إياها بداية لحركة عالمية ضد العنصرية في كرة القدم. وشدد على أهمية الدعم الإجماعي الذي حظي به القرار من قبل جميع الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء في FIFA، مما يعكس إرادة جماعية قوية لمواجهة هذه الآفة.
ومع ذلك، يدرك إنفانتينو أن المعركة ضد العنصرية تتجاوز حدود الملعب. فقد دعا إلى تعاون وثيق مع الحكومات وأجهزة الشرطة لضمان مواجهة المسيئين بعواقب حقيقية لأفعالهم، مؤكدًا على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة وقاطعة.
هذه المبادرة، التي تعد الثانية من بين خمسة مجالات أساسية حددها FIFA، تمثل خطوة جريئة نحو مستقبل أكثر شمولية وعدالة في عالم كرة القدم. ومع تطبيق هذه الإشارة في جميع منافسات FIFA وإدراجها كجزء إلزامي من القواعد الكروية العالمية، يأمل الاتحاد الدولي في إحداث تغيير جذري في ثقافة اللعبة وخارجها.
في النهاية، تبقى هذه الخطوة تذكيرًا قويًا بأن كرة القدم، بوصفها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، لديها القدرة والمسؤولية للعب دور ريادي في مكافحة العنصرية والتمييز. ومع هذه المبادرة الجديدة، يبدو أن FIFA قد اتخذ موقفًا حازمًا، مصممًا على تحويل الملاعب إلى فضاءات للوحدة والمساواة، بعيدًا عن شبح العنصرية الذي طالما أثر على جمال اللعبة.
قد يهمك أيضا: