في لحظة تاريخية على مضمار باريس، حلّق العداء المغربي منصف بوجا كالصقر، محققاً إنجازاً باهراً في دورة الألعاب البارالمبية 2024. بسرعة خاطفة وعزيمة لا تلين، اجتاز بوجا خط النهاية في سباق 400 متر لفئة (ت 12)، ليضع المغرب على منصة التتويج بذهبية ثمينة.
بتوقيت مذهل بلغ 48 ثانية و62 جزءاً من المائة، تفوق بوجا على منافسيه بفارق واضح. خلفه جاء الأمريكي نواه مالون، الذي نال الفضة بفارق أكثر من نصف ثانية، بينما أكمل التونسي روي جبابلب الثلاثي المتوج بالبرونزية.
هذا الإنجاز لم يكن وليد الصدفة. ففي اليوم السابق، أظهر بوجا نواياه الجادة بتصدره السلسلة الإقصائية الأولى، متفوقاً على منافسيه من تايلاند وزامبيا بفارق كبير. هذا الأداء القوي كان بمثابة إنذار لمنافسيه وتمهيد لما سيأتي في النهائي.
ذهبية بوجا لم تكن مجرد ميدالية عادية. فهي تمثل التتويج الذهبي الأول للمغرب في هذه الدورة، لتنضم إلى حصيلة وطنية مشرفة تضم سبع ميداليات أخرى: خمس برونزيات وفضيتين. هذا التنوع في الإنجازات يعكس عمق وشمولية الرياضة البارالمبية المغربية، من ألعاب القوى إلى الباراتايكوندو.
إن إنجاز بوجا وزملائه من الرياضيين المغاربة في باريس يرسم صورة مشرقة لمستقبل الرياضة البارالمبية في المملكة. فهو لا يمثل فقط تفوقاً رياضياً، بل هو رسالة إلهام لكل من يواجه تحديات في حياته، مؤكداً أن الإرادة والعزيمة قادرتان على تخطي كل الحواجز.
قد يهمك أيضا: