تشق كرة القدم بالمشي طريقها بثبات في المشهد الرياضي المغربي. هذه الرياضة، التي انطلقت من رحم دار الشباب فرح السلام بالألفة في العاشر من يناير 2020، تحولت في غضون سنوات قليلة إلى ظاهرة وطنية تستحق الاحتفاء.
بفضل جهود الجمعية المغربية لكرة القدم بالمشي، تجاوزت هذه الرياضة حدود المحلية لتصبح منافسًا قويًا على الساحتين العربية والإفريقية. فمن تنظيم دوريات دولية على أرض الوطن إلى المشاركة في بطولات خارجية، أثبتت كرة القدم بالمشي المغربية قدرتها على منافسة نظيراتها إقليميًا وقاريًا.
لكن الإنجاز الأبرز كان نيل العضوية في الفدرالية الدولية لكرة القدم بالمشي. هذا الاعتراف الدولي لم يكن مجرد إنجاز إداري، بل فتح الباب أمام المغرب للمشاركة في كأس العالم لهذه الرياضة، بل وحتى استضافتها مستقبلاً، لتضع المملكة اسمها بقوة على خريطة هذه الرياضة الصاعدة.
ما يميز كرة القدم بالمشي هو طابعها الشمولي والصحي. فهي ليست مجرد رياضة، بل نمط حياة يعيد الحيوية والنشاط للفئة العمرية بين 50 و70 عامًا وما فوق. هذا البعد الصحي والاجتماعي جعلها تستقطب أعدادًا متزايدة من الممارسين والمهتمين في مختلف أنحاء المملكة.
من الدار البيضاء إلى سطات، ومن أكادير إلى كلميم باب الصحراء، أصبحت ملاعب كرة القدم بالمشي منتشرة في ربوع المغرب. هذا الانتشار الواسع يعكس نجاح هذه الرياضة في تلبية حاجة مجتمعية حقيقية، خاصة لدى فئة الكبار الذين وجدوا فيها فرصة لممارسة رياضتهم المفضلة بطريقة تتناسب مع قدراتهم البدنية.
مع هذا النمو المتسارع والنجاحات المتتالية، يبدو حلم إحضار كأس العالم لكرة القدم بالمشي إلى المغرب أقرب من أي وقت مضى. فبالعزيمة والإصرار اللذين أظهرهما القائمون على هذه الرياضة، وبالدعم المتزايد من الممارسين والجماهير، قد نشهد قريبًا إنجازًا عالميًا جديدًا يضاف إلى سجل الرياضة المغربية الحافل.
قد يهمك أيضا: