وقف تشابي ألونسو أمام الإعلام ليتحدث عن مباراة مثيرة انتهت بفوز ريال مدريد على بوروسيا دورتموند 3-2، والتي فتحت أمام الفريق الملكي أبواب نصف نهائي كأس العالم للأندية.
“هذا هو جوهر كرة القدم الحقيقية”، هكذا بدأ المدرب الإسباني حديثه، مستذكرًا لحظات المباراة الحاسمة. “عندما تقدمنا بنتيجة 2-1، بدا وكأننا نملك زمام الأمور تمامًا، وكان النصر يبدو في متناول اليد. لكن في غضون دقائق معدودة، تغير كل شيء، وهذا ما يجعل هذه اللعبة ساحرة ومجنونة في الوقت نفسه”.
وأوضح ألونسو أن الفريق كان يسيطر على إيقاع المباراة بشكل مقنع، خاصة بعد إجراء التبديلات التكتيكية. “لقد خلقنا فرصًا ذهبية لتسجيل الهدف الثالث، وكان الجمهور منسجمًا تمامًا مع ما يحدث في أرض الملعب. لكن بعد أن أصبحت النتيجة 2-1، دخلنا في حالة من القلق غير المبرر، وهذا ما يجب أن نتعلم منه ونطوره”.
وعند الحديث عن الخصم القادم في نصف النهائي، أشار المدرب إلى أن الفريق المنافس يأتي من أجواء إيجابية قوية في دوري أبطال أوروبا. “نحن مقبلون على مواجهة حامل لقب دوري الأبطال، فريق يعيش موجة من الثقة والنجاح منذ دور الـ16. هذه خطوة جديدة في رحلتنا، وسنكون مستعدين لها”.
وأكد ألونسو على فلسفة الفريق في التعامل مع البطولات الكبرى: “هدفنا واضح، النصر في نصف النهائي أولاً، ثم سنتحدث عن الحلم الأكبر. نحن فريق في طور التطور المستمر، وكل مباراة تقربنا أكثر من الوصول إلى أفضل مستوياتنا”.
وعندما سُئل عن الأداء الاستثنائي للحارس كورتوا في اللحظات الحاسمة، لم يخف ألونسو إعجابه: “نحن محظوظون بوجود حارس مرمى من هذا الطراز، قادر على حسم المباريات بتدخلاته الحاسمة. إنه يمنح الفريق طاقة إيجابية هائلة، ووجوده يشعرنا بالأمان”.
أما بخصوص غياب دين هاوسن عن نصف النهائي بسبب البطاقة الحمراء، فقد أظهر المدرب نضجًا في التعامل مع الأزمة: “الآن ليس الوقت المناسب للتفكير في هذا الأمر. سأأخذ قسطًا من الراحة، وعندما نكون على متن الطائرة، سأبدأ في وضع الخطط البديلة. فقدان لاعب مهم ليس أمرًا سهلاً، لكن روح الفريق الجماعية ستجعلنا نتجاوز هذه المحنة”.
وحول الأداء المتميز لفران جارسيا، أشاد ألونسو بالشاب الصاعد: “إنه يقدم بطولة رائعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يلعب بتركيز وحماس استثنائيين، سواء مع الكرة أو بدونها. استفاد اليوم من الحضور القوي لفينيسيوس، وهو مثال حي على أن الاستعداد الجيد يؤتي ثماره. أخبرته قبل المباراة أنه إذا كان في المكان المناسب، فسيسجل، واليوم كان تنبؤي في محله”.
وعن جونزالو جارسيا، أكد المدرب أن الشاب يملك غريزة الهداف الطبيعية: “لقد تحدثت عنه كثيرًا من قبل، واليوم أثبت مرة أخرى أنه يستحق الثقة. لديه موسم رائع مع الكاستيا، وقدرته على التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب مذهلة”.
وبشأن تنوع مهارات فالفيردي، أوضح ألونسو: “غيرنا بعض الأمور اليوم لأنه كان بحاجة إلى تهدئة الإيقاع قليلاً. إنه لاعب شامل، قادر على أداء أي دور نطلبه منه بإتقان. عندما رأينا أن ترينت يحتاج إلى راحة، أشركناه في مركز الظهير، وهو بالنسبة لنا لاعب من الطراز الأول”.
وحول فترة تأقلم أرنولد الجديد، أظهر المدرب صبرًا وتفهمًا: “ثلاثة أسابيع فقط في ريال مدريد، مقابل 15 عامًا في ليفربول. الانتقال إلى بيئة جديدة يتطلب وقتًا للتأقلم، لكن أداءه في الشوط الأول كان مبشرًا جدًا. نحن راضون عن تطوره المستمر”.
وبخصوص المرونة التكتيكية، أكد ألونسو على فلسفته في اللعب: “التشكيل يجب أن يكون مرنًا خلال المباراة. سواء لعبنا بـ4-2-3-1 أو 4-1-4-1، المهم أن يفهم اللاعبون ما نحتاجه في كل لحظة. كرة القدم الحديثة تتطلب التكيف المستمر، والأهم من النظام هو ترجمة اللاعبين لرؤيتنا التكتيكية”.
وعن حالة مبابي، قال بتفاؤل: “يشعر بتحسن تدريجي، رغم أنه لم يصل إلى قمة لياقته بعد. أمامنا ثلاثة أيام للاستعداد لنصف النهائي، وهذا وقت كافٍ للتقدم أكثر”.
وختم ألونسو حديثه بالإشارة إلى الهدف الأساسي للفريق: “أردنا أن نلعب بروح جماعية أكثر، وأن نكون منضبطين تكتيكيًا، وأن نعرف متى نهاجم ومتى ندافع. المسافات بين اللاعبين يجب أن تكون محسوبة وفعالة. هذا هو هدفنا الأساسي، ونحن نتحسن ونتقدم تدريجيًا نحو تحقيقه”.
قد يهمك أيضا: