تشير المعلومات الواردة من الصحافة الإسبانية إلى تغيير كبير في خطط ريال مدريد الانتقالية، حيث قرر النادي الملكي التخلي مؤقتاً عن فكرة ضم رودري، لاعب وسط مانشستر سيتي الدولي الإسباني، رغم الاهتمام الجدي الذي أبداه المدرب الجديد تشابي ألونسو بخدمات اللاعب.
وفقاً لما نشرته صحيفة “سبورت” الكاتالونية، فإن تعزيز خط الوسط كان يمثل هدفاً رئيسياً لألونسو في الفترة الانتقالية الحالية، خاصة بعد الأداء المخيب للآمال في مواجهة باريس سان جيرمان خلال نصف نهائي كأس العالم للأندية الذي أقيم مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية.
تلك الهزيمة المؤلمة أمام النادي الباريسي كشفت عن وجود فجوات واضحة في تشكيلة ريال مدريد، وتحديداً في منطقة الوسط التي تحتاج إلى تدعيم عاجل، مما دفع الجهاز الفني للبحث عن حلول سريعة وفعالة لمعالجة هذه المشكلة قبل انطلاق الموسم الجديد. رودري، الذي يُعتبر من أفضل لاعبي الوسط الدفاعي في العالم حالياً، كان الخيار الأول لألونسو نظراً لخبرته الواسعة وقدرته على قيادة خط الوسط بفعالية، إضافة إلى أدائه المتميز مع مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني في السنوات الأخيرة.
العقبة المالية الكبيرة تقف حائلاً أمام إتمام هذه الصفقة المعقدة، حيث أن رودري مرتبط بعقد طويل الأمد مع مانشستر سيتي يمتد حتى نهاية يونيو 2027، مما يعطي النادي الإنجليزي قوة تفاوضية كبيرة في أي مفاوضات محتملة. إدارة ريال مدريد، التي تشتهر بحرصها على الانضباط المالي، وضعت سقفاً أقصى للصفقة لا يتجاوز 50 مليون يورو، بينما تشير التقديرات إلى أن قيمة اللاعب في السوق الحالية قد تصل إلى ضعف هذا المبلغ، مما يجعل التفاوض مع السيتيزنز أمراً في غاية الصعوبة.
هذا التباين الكبير في التقييم المالي دفع ألونسو للتفكير في بدائل أخرى أقل تكلفة وأكثر واقعية، حيث وقع اختياره على شيما أندريس، لاعب الوسط الشاب الموهوب الذي يُعتبر من أبرز المواهب الصاعدة في أكاديمية لا فابريكا الشهيرة. الخيار الداخلي يبدو منطقياً أكثر في ظل الظروف المالية الحالية، خاصة وأن أندريس أظهر إمكانيات واعدة خلال تدريباته مع الفريق الأول، كما أنه يتمتع بفهم عميق لفلسفة النادي وطريقة اللعب المطلوبة.
رغم أن شيما أندريس سافر مع بعثة ريال مدريد إلى الولايات المتحدة خلال مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية، إلا أنه لم يحظ بأي دقائق للمشاركة في البطولة، مما أثار تساؤلات حول مدى جاهزيته للعب مع الفريق الأول. خبرته المحدودة مع الفريق الأول تقتصر على 40 دقيقة فقط موزعة على ثلاث مباريات في الموسم الماضي تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، وهو رقم متواضع قد يثير الشكوك حول قدرته على سد الفراغ الذي تركه غياب لاعب بمستوى وخبرة رودري.
القرار النهائي بشأن مستقبل خط الوسط في ريال مدريد سيعتمد بشكل كبير على أداء أندريس في الفترة التحضيرية المقبلة، وقدرته على إثبات نفسه أمام ألونسو والجهاز الفني، فإذا فشل الشاب في تلبية التوقعات، قد تضطر الإدارة للعودة مرة أخرى إلى السوق الانتقالية والبحث عن بدائل أخرى أكثر خبرة وجاهزية للمساهمة الفورية مع الفريق في الموسم الجديد.
قد يهمك أيضا: