في قلب تونس الخضراء، تتفاقم أزمة صامتة داخل أسوار نادي الترجي العريق. رياض بن عياد، المهاجم الجزائري ذو الموهبة الفذة، يجد نفسه عالقاً في متاهة إدارية معقدة، في قصة تشبه روايات كافكا بتعقيداتها وغموضها.
الترجي، الذي طالما كان معقلاً للنجوم، يجد نفسه الآن في موقف لا يُحسد عليه. فبعد أن أعار بن عياد إلى الرجاء الرياضي الموسم الماضي، على أمل أن يعود متألقاً أو يجد له مشترياً، وجد النادي نفسه في طريق مسدود. محاولاته المتكررة لإنهاء علاقته مع اللاعب باءت بالفشل، كمن يحاول الخروج من غرفة مغلقة بلا مفتاح.
بن عياد، من جانبه، يقف صامداً كصخرة في وجه عاصفة التغيير. رفضه لفكرة فسخ العقد دون الحصول على مستحقاته كاملة يضعه في موقف المدافع عن حقوقه، لكنه في الوقت ذاته يزيد من تعقيد الموقف. إنه كمن يتمسك بغصن شجرة وسط نهر هائج، رافضاً الانجراف مع التيار.
في خضم هذه الدراما، يقف المدرب ميغيل كاردوزو حائراً. فبينما يسعى لبناء فريق متجانس قادر على المنافسة، يجد نفسه مضطراً لاستبعاد لاعب كان يمكن أن يكون ورقة رابحة في تشكيلته. إنها معضلة المدرب الحديث: التوفيق بين متطلبات الإدارة وطموحات اللاعبين.
الرجاء المغربي، الذي كان يُنظر إليه كمنقذ محتمل، اختفى من المشهد كسراب في صحراء. اهتمامه السابق ببن عياد تبخر مع انتهاء فترة الانتقالات، تاركاً الجميع في حالة من الحيرة والترقب.
قد يهمك أيضا: