مع اقتراب موعد سباق الدار البيضاء الدولي على مسافة 10 كلم يوم 28 شتنبر 2025، تُطرح من جديد إشكالية قديمة: هل السباق فرصة لتسويق صورة المدينة وإبراز أبطال عالميين، أم أنه مناسبة كان الأجدر أن تُستثمر في دعم العدائين المغاربة وصناعة جيل جديد من الأبطال؟
أعلن المنظمون عن مشاركة البطلة الإثيوبية أييل ليكينا أمباو. بتوقيت شخصي قوي (29:40 في فبراير الماضي)، وهو حضور يرفع من القيمة التسويقية للسباق ويعطيه طابعًا دوليًا، خصوصًا أن الطريق سيمر من أبرز معالم المدينة البيضاء، في إطار احتفالي يجمع بين الرياضة والترويج الحضري.

لكن، بأي ثمن؟
رغم البهرجة، يبقى السؤال: من المستفيد الحقيقي من هذه الاستقطابات؟
غالبًا ما تُوجَّه الجوائز المالية الكبرى نحو الأبطال الأجانب الذين يسيطرون على المراتب الأولى، فيما يخرج العداء المحلي خالي الوفاض، لا جائزة ولا دعم، فقط شمس الدار البيضاء الحارقة.
الحل ربما يكمن في صيغة مبتكرة.. منح جائزة مالية متقاربة بين المركز الأول والثاني إذا كان الفارق بين عداء عالمي محترف ومحلي في طور التكوين، حتى لا تتحول المنافسة إلى إقصاء مبكر.
يجد المنظمون في الأجانب وسيلة مضمونة لجذب الأنظار، لكن ذلك يعكس في العمق غياب الثقة في “ابن الدار”.
كيف ننتظر من عدائنا المحلي أن يُنافس وهو لم يتلقَّ التأطير الكافي، ولم يمر عبر مدرسة رياضية قوية، ولم يجد مساندة تُحفّزه على الاستمرارية؟
المدرسة الرياضية.. الحلقة المفقودة
الواقع أن المشكل لا يرتبط بسباق الدار البيضاء وحده، بل ببنية رياضية تعاني هشاشة واضحة. فالرياضة المدرسية التي كانت تُخرّج أبطال الأمس، أصبحت اليوم الحلقة الأضعف، ما يُضعف قاعدة الانتقاء ويربك مسار المواهب.
وبدون استثمار حقيقي في التكوين والتأطير، سيبقى استقدام الأجانب مجرد ترقيع يُلمّع الصورة للحظات، لكنه لا يصنع الأبطال.
قد يهمك أيضا: