كتب سلوى الكرافل
بعد فترة من الترقب والتحديات، أسفر الجمع العام لنادي الرجاء الرياضي، الذي انعقد مؤخرًا، عن قرارين محوريين قد يحددان مسار النادي الأخضر في السنوات القادمة. أولهما، والذي طالبت به جماهير غفيرة، هو عودة جواد الزيات إلى رئاسة النادي. أما الثاني، فهو خطوة اقتصادية غير مسبوقة تتمثل في الشراكة التاريخية مع شركة “مرسى ماروك”.
عودة الزيات: استجابة لمطالب الجماهير ورؤية للاستقرار
لم تكن عودة جواد الزيات إلى كرسي رئاسة الرجاء صدفة، بل جاءت استجابة لمطلب جماهيري واسع، في ظل الأزمات المالية والإدارية والتسيير العشوائي الذي شهده النادي. وقد لعبت سمعة الزيات، الذي حقق ألقابًا وإنجازات بارزة خلال ولايته السابقة، دورًا حاسمًا في استعادة ثقة المنخرطين.
فترة الزيات الأولى عرفت نتائج إيجابية على مختلف الأصعدة؛ من حصد الألقاب الرياضية، إلى تحقيق توازن مالي وتسويقي، مرورًا بتسيير منظم أرسى دعائم الاستقرار. كل ذلك جعله شخصية موثوقة يُعوّل عليها لإخراج النادي من عثراته الحالية.
التوقعات من عودة الزيات كبيرة؛ إذ تنتظر الجماهير عودة التنظيم الداخلي، وإبرام انتدابات مدروسة، وتسوية الملفات العالقة، وتعزيز الموارد المالية. غير أن نجاح هذه العودة يبقى رهينًا بوفاء الرئيس بوعوده، ودعم الجماهير الرجاوية المستمر.
“مرسى ماروك”: شراكة تاريخية تُغيّر قواعد اللعبة داخل الرجاء
أما القرار الثاني، فهو الشراكة مع “مرسى ماروك”، والتي تُعد نقلة نوعية بكل المقاييس في تاريخ النادي. فقد منحت هذه الشراكة للشركة الاستثمارية أغلبية الأسهم بنسبة 60%، مقابل 40% للجمعية الرياضية، وهو ما يُمثل تحولًا جذريًا في نمط التسيير داخل الرجاء.
ومن خلال ضخ مالي يُقدّر بـ150 مليون درهم ورفع رأس المال إلى 250 مليون درهم، تفتح هذه الشراكة آفاقًا جديدة للنادي من حيث تعزيز الاستقرار المالي وتطوير البنية التحتية وتبني رؤية إدارية احترافية تُقلل من الاعتماد على الموارد التقليدية، وتُرسخ لمقاربة استثمارية جديدة.
مستقبل الرجاء: طموحات كبيرة وتحديات منتظرة
مع عودة جواد الزيات وتوقيع الشراكة الاستراتيجية مع “مرسى ماروك”، يدخل الرجاء الرياضي حقبة جديدة تُثير الكثير من التطلعات والتساؤلات. فكيف ستنعكس هذه التحولات على أداء الفريق الأول محليًا وقاريًا؟ وهل تُشكل هذه التجربة نموذجًا يُحتذى به داخل أسوار الرجاء دون الالتفات إلى تجارب الأندية الأخرى؟
التحديات حاضرة بلا شك، فإدارة نادٍ بحجم الرجاء، وسط تطلعات جماهيرية كبيرة وضغط مستمر، تتطلب عملًا دؤوبًا وشفافية مطلقة. ومع ذلك، فإن الطموح الذي تحمله هذه المرحلة، مدعومًا بتاريخ النادي العريق وقاعدته الجماهيرية الوفية، قد يدفع “النسور” نحو تحقيق إنجازات جديدة وإعادة رسم خريطة المنافسة من جديد.
قد يهمك أيضا: