على الرغم من تصدر نادي إنتر ميلان للدوري الإيطالي واقترابه من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، تعيش جماهير “النيراتزوري” حالة غريبة من القلق والترقب بدلاً من الاحتفال والراحة. فالإنجازات الحالية للفريق – من فوز ذهاباً على فينورد الهولندي في المسابقة الأوروبية، وتصدر الكالتشيو بفارق نقطة عن أقرب منافسيه، والتأهل لنصف نهائي كأس إيطاليا – تتناقض مع المستوى المتذبذب الذي يقدمه الفريق.
بدلاً من أن يكون موسم 2024 موسم احتفالات وثقة، تحول إلى اختبار عصيب لأعصاب المشجعين. فالفريق الذي وصل لنهائي دوري الأبطال قبل موسمين، والذي يُفترض أنه بات أكثر نضجاً، ما زال يظهر تقلبات مقلقة في الأداء.
تجسدت هذه المعاناة في مباراة مونزا الأخيرة بالدوري، عندما تأخر الإنتر بهدفين نظيفين على أرضه أمام فريق متواضع، قبل أن ينتفض بصعوبة ويحقق فوزاً بشق الأنفس. هذا السيناريو المتكرر يلخص حالة عدم اليقين التي تسيطر على جماهير الإنتر، فهم يدركون قدرة فريقهم على الفوز، لكنهم يخشون دائماً المفاجآت غير السارة.
حتى تصريحات المدرب سيموني إنزاغي المتفائلة بإمكانية الفوز بثلاثة أو أربعة ألقاب هذا الموسم لم تعد كافية لطمأنة الجماهير المتعطشة لرؤية فريقهم ينتصر بثقة واقتدار.
المشكلة تمتد أيضاً للخط الهجومي، فرغم مساهمات لاوتارو مارتينيز الأرجنتيني، إلا أنه ما زال بعيداً عن أرقامه المميزة من الموسم الماضي، حيث سجل 10 أهداف فقط مقارنة بـ24 هدفاً في الموسم السابق. وزميله الفرنسي ماركوس تورام يعاني بدوره من صيام تهديفي طويل، بتسجيله هدفاً واحداً فقط منذ أواخر ديسمبر.
بالمقارنة مع الموسم الماضي الذي توج فيه بلقب السكوديتو العشرين في تاريخه، يملك إنتر حالياً 14 نقطة أقل مما كان عليه في نفس المرحلة. ويكمن الفارق الأساسي في صعوبة مواجهاته مع فرق المقدمة، حيث حقق فوزاً واحداً فقط على أتالانتا، مقابل خسارة أمام يوفنتوس وثلاثة تعادلات.
وفي دوري أبطال أوروبا، رغم إنهائه المجموعة في المركز الرابع، واجه صعوبات أمام الفرق الكبيرة، بتعادله مع مانشستر سيتي وخسارته أمام باير ليفركوزن، مقابل فوز وحيد على أرسنال.
قد يهمك أيضا: