وقف تيبو كورتوا، حارس عرين ريال مدريد الأسطوري، أمام عدسات الصحافة ليروي قصة من نوع خاص. قصة لا تدور حول المنافسة الشرسة أو الصراع على مركز الحارس الأول، بل عن الصداقة والدعم المتبادل في قلعة البيرنابيو.
كورتوا، الذي عاد للتو من رحلة طويلة في عالم الإصابات، لم يأتِ ليتحدث عن مجده الشخصي أو عودته المظفرة. بل جاء ليشيد بزميله أندريه لونين، الذي حمل على عاتقه مسؤولية حراسة مرمى الملكي في غياب النجم البلجيكي.
وبكلمات تنضح بالنبل والاحترام، أشاد كورتوا بقدرات لونين، واصفًا إياه بـ”الحارس الرائع”. لم يكتفِ بذلك، بل ذهب أبعد ليؤكد أنه يسعى جاهدًا لمساعدة زميله على التطور والارتقاء بمستواه. هذه الكلمات لم تكن مجرد مجاملات دبلوماسية، بل بدت وكأنها اعتراف صريح بقيمة المنافسة الشريفة ودورها في صقل المواهب.
في عالم كرة القدم، حيث غالبًا ما تطغى الأنانية والصراعات الشخصية، يقدم كورتوا درسًا في التواضع والروح الرياضية. فهو يدرك تمامًا أن لونين قدم موسمًا استثنائيًا في غيابه، لكنه بدلاً من الشعور بالتهديد، يرى في ذلك فرصة للارتقاء بمستوى الفريق ككل.
هذا الموقف النبيل من كورتوا يعكس فلسفة ريال مدريد العريقة. فالنادي الملكي ليس مجرد فريق كرة قدم، بل هو مدرسة في القيم والأخلاق الرياضية. وها هو كورتوا يجسد هذه القيم بأبهى صورها، مؤكدًا أن المنافسة الحقيقية ليست مع الآخرين، بل مع الذات لتقديم الأفضل دائمًا.
وبينما يستعد ريال مدريد لمواجهة بوروسيا دورتموند في مباراة مرتقبة، يبدو أن الفريق يمتلك سلاحًا فتاكًا لا يقدر بثمن: روح الفريق الواحد. فبوجود حارسين من طراز عالمي يدعم كل منهما الآخر، يمكن للجماهير المدريدية أن تطمئن على عرين فريقها.
قد يهمك أيضا:
