تحول ملعب سان سيرو إلى مسرح لملحمة كروية لا تُنسى، حيث قدم إنتر ميلانو وأودينيزي عرضًا كرويًا يليق بعراقة الكالتشيو. كانت المباراة أشبه بسيمفونية موسيقية متقلبة، عزفها لاعبو الفريقين بمهارة فائقة، لتنتهي بانتصار صعب ومثير للنيراتزوري.
بدأت الدراما منذ الثانية الأولى، حين باغت فراتيزي الجميع بهدف خاطف لإنتر، مستفيدًا من تمريرة ذكية من دارميان. كانت ضربة البداية هذه بمثابة إعلان حرب من حامل اللقب، الذي بدا مصممًا على إثبات جدارته بالصدارة.
لكن أودينيزي، وكأنه يرفض دور الضيف المطيع، رد بقوة عبر كاباسيلي، الذي عادل النتيجة في الدقيقة 35، معيدًا المباراة إلى نقطة الصفر. وحين ظن الجميع أن الشوط الأول سينتهي بالتعادل، جاء الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز ليخطف هدفًا ثمينًا في الوقت بدل الضائع، مؤكدًا أنه لا يزال الورقة الرابحة لإنتر.
مع بداية الشوط الثاني، واصل مارتينيز عزفه المنفرد، مسجلاً الهدف الثالث لفريقه بعد دقيقتين فقط من البداية. بدا وكأن إنتر قد حسم المباراة، لكن أودينيزي كان له رأي آخر. فمع اقتراب نهاية المباراة، عاد الفريق الزائر للحياة عبر هدف لوكا، مشعلاً الدقائق الأخيرة بإثارة لا توصف.
في النهاية، صمد إنتر ميلانو أمام محاولات أودينيزي اليائسة، ليخرج فائزًا بنتيجة 3-2 في مباراة ستظل عالقة في ذاكرة عشاق الكالتشيو لفترة طويلة.
بهذا الانتصار الثمين، رفع رجال المدرب إنزاغي رصيدهم إلى 11 نقطة، متساوين مع المتصدر تورينو، في إشارة واضحة إلى أن حامل اللقب لن يتنازل بسهولة عن عرشه. أما أودينيزي، فرغم الخسارة، قدم أداءً بطوليًا يؤكد أنه سيكون رقمًا صعبًا في معادلة الدوري هذا الموسم.
قد يهمك أيضا:
