في لحظة مأساوية، تحول الجبل البشري إيليا يفيمتشوك إلى رمز لهشاشة الحياة، تاركًا وراءه قصة تثير التساؤلات حول ثمن السعي وراء الكمال الجسدي.
بجسد يزن 158 كيلوغرامًا ونظام غذائي يتحدى الخيال – سبع وجبات يومية تضم كيلوغرامين ونصف من اللحم وأكثر من 100 قطعة سوشي – كان يفيمتشوك تجسيدًا حيًا لفكرة تجاوز الحدود البشرية. كان قادرًا على رفع 272 كيلوغرامًا وهو مستلقٍ على الأرض، في عرض للقوة يبدو وكأنه ينتمي إلى عالم الأساطير أكثر من واقعنا.
لكن في 8 شتنبر، أثبت القدر أن حتى أقوى الأجساد ليست محصنة ضد هشاشة الحياة. فقد سقط هذا العملاق البالغ من العمر 36 عامًا ضحية لنوبة قلبية في منزله، ليدخل في غيبوبة أنهت حياته بعد يومين من الصراع في المستشفى. زوجته آنا، التي حاولت إنقاذه بكل ما أوتيت من قوة، تركت لنا صورة مؤثرة لرجل كان قلبه – رغم ضخامته – ينبض بالحياة والأمل حتى اللحظات الأخيرة.
رغم أنه لم يشارك في المنافسات الاحترافية لكمال الأجسام، إلا أن يفيمتشوك حقق شهرة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جذب أكثر من 300 ألف متابع على إنستغرام وحده. كان بالنسبة لمعجبيه أشبه بأسطورة حية، رجلاً تجاوز ما يُعتقد أنه ممكن للجسد البشري.
لكن وراء هذه الصورة المبهرة، تكمن أسئلة جادة حول الثمن الذي ندفعه في سعينا وراء الكمال الجسدي. فالبعض يرى في وفاته المبكرة تحذيرًا من مخاطر الإفراط في استخدام المنشطات والضغط الهائل الذي نضعه على أجسادنا في سبيل تحقيق أهداف قد تبدو مستحيلة.
إيليا، الذي كان يحلم بأن يكون مثل أرنولد شوارزنيغر، عاش حياة تنقل فيها بين بيلاروسيا وجمهورية التشيك والولايات المتحدة ودبي، تاركًا وراءه إرثًا يثير الإعجاب والقلق في آن واحد. فهو يمثل قمة ما يمكن أن يصل إليه الإنسان من قوة جسدية، لكنه أيضًا تذكير صارخ بأن أجسادنا، مهما بلغت قوتها، تبقى في النهاية هشة وفانية.
في النهاية، تبقى قصة إيليا يفيمتشوك درسًا قويًا في التوازن – بين الطموح والحكمة، بين تحدي الحدود واحترام قيود أجسادنا. وبينما نتأمل في حياته وموته المبكر، ربما علينا أن نسأل أنفسنا: ما هو الثمن الحقيقي للكمال الجسدي، وهل هناك طريق أكثر استدامة لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا؟
قد يهمك أيضا:
