كرة القدم

ملعب مولاي عبد الله.. واجهة مشرقة لمغرب 2030 أم مرآة لثغرات غير مبررة؟

افتُتح ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في حلته الجديدة، مساء اليوم خلال مباراة المنتخب المغربي أمام النيجر. صرح رياضي ضخم بتصميم مغربي وتنفيذ وطني 100٪، بكلفة قاربت ثلاثة مليارات درهم، ليعكس رؤية المملكة في بناء منشآت رياضية بمعايير عالمية استعداداً لكأس إفريقيا 2025، وتطلعاً واثقاً نحو مونديال 2030.

من الأرضية إلى المدرجات، ومن الأنظمة التقنية إلى فضاءات الإعلام والضيافة، جاء المشروع ليقدم تجربة متكاملة للجمهور والفرق على حد سواء. المغرب يبرهن مرة أخرى أنه قادر على الإنجاز السريع والاحترافي، في زمن قياسي يعكس كفاءة وطنية متنامية في تنفيذ المشاريع الكبرى.

غياب الأمازيغية… سؤال الهوية

لكن خلف هذا المشهد المشرق، برزت تفاصيل تستحق التوقف. أولها غياب اللغة الأمازيغية عن لوحات وإشارات الملعب، رغم أنها لغة رسمية ينص عليها الدستور. كيف لواحد من أبرز الصروح الرياضية الوطنية أن يقصي مكوّناً أساسياً من الهوية المغربية؟ المسألة لا تتعلق بزينة لغوية، بل بحق مشروع، وباختبار حقيقي لمدى انسجام مشاريعنا مع روح الدستور.

ثغرات تنظيمية تسيء للصورة

الملاحظة الثانية ترتبط بالتنظيم. فقد حجزت عناصر الأمن الخاص مئات القنينات البلاستيكية عند بوابات الملعب، ورُميت بشكل عشوائي على الأرض، ما شكّل صورة غير حضارية تناقض قيمة المشروع. كيف لملعب بملايير الدراهم أن يفتقر لأبسط وسائل التدبير مثل حاويات الأزبال عند المداخل؟ هذه الثغرات التنظيمية تطرح أسئلة حول مدى جاهزية البنية التحتية لتقديم تجربة جماهيرية تحترم البيئة وتليق بصورة المغرب كواجهة رياضية عالمية.

في المقابل، أبدعت الجماهير المغربية في المدرجات عبر تيفو الأسد المميز، الذي زين الافتتاح وأكد مرة أخرى أن روح الانتماء والعشق الكروي للجماهير هو الثروة الحقيقية لكرة القدم الوطنية. الجمهور هنا قدّم رسالة واضحة: مهما كانت الهفوات التنظيمية، يبقى هو القلب النابض للملاعب والمرآة التي تعكس شغف المغاربة بكرة القدم.

الخلاصة أن افتتاح ملعب مولاي عبد الله يمثل محطة فخر وطنية، لكنه أيضاً دعوة للتفكير العميق: كيف نضمن أن تواكب التفاصيل الصغيرة من احترام الهوية الأمازيغية إلى التدبير البيئي والتنظيمي حجم الرهانات الكبرى التي يرفعها المغرب؟ فنجاح المشاريع الكبرى لا يقاس فقط بالخرسانة والزجاج، بل بمدى قدرتها على عكس هوية المجتمع، والاستجابة لتطلعات جمهوره.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button