ماهر إسماعيل: قائد رياضي يروي أسرار النجاح ويضع خارطة الطريق للكرة الأردنية
أهم العناوين
ضيف “جريدة العالم الرياضي”: خبرات فريدة ورؤية تطويرية
استضافت صحيفة “العالم الرياضي” المدير الفني الأردني المميز ماهر إسماعيل (46 عاماً) في حوار شيّق، كشف خلاله عن أبرز محطات مسيرته الرياضية الحافلة وتجربته الغنية في عالم التدريب. وتحدث إسماعيل، الذي يشرف حالياً على أحد فرق الفئات السنية في نادي الشحانية القطري، عن رؤيته لتطوير كرة القدم الأردنية لتصل إلى العالمية، كما سلط الضوء على دوره البارز في انطلاقة النجم السعودي بسام الحريجي، زميل رياض محرز وروبرتو فيرمينو في نادي الأهلي السعودي.
مسيرة ذهبية تجمع بين اللعب والتدريب
برز اسم ماهر إسماعيل كلاعب لامع في صفوف المنتخب الأردني وأندية البقعة، اليرموك، والجزيرة، قبل أن يتحول إلى عالم التدريب ليخط مسيرة متميزة. قاد إسماعيل ثلاثة أندية قطرية هي العربي، أم صلال، والشحانية، حيث أثبت قدرته على العمل في بيئات تنافسية. كما تحدث عن تجربة فريدة في الدوري اليمني، حيث تولى تدريب أندية أهلي تعز وشباب الجيل، مؤكداً أن هذه التجارب ساهمت في تشكيل رؤيته الفنية ونضجه كمدرب.
وأكد إسماعيل أن تدريب الفئات السنية يتطلب أكثر من مجرد مهارات تكتيكية، مشدداً على أهمية غرس المبادئ والقيم في اللاعبين الشبان، إلى جانب التركيز على تأسيسهم بطريقة احترافية تضمن استمراريتهم ونجاحهم.
الكرة الأردنية: طموح يتطلب خطة شاملة
وعن تطوير الكرة الأردنية لتحقيق حلم التأهل إلى كأس العالم، قال إسماعيل بحسم:
“الوصول إلى كأس العالم يتطلب أكثر من تحسين البنية التحتية. يجب إعادة النظر في سياسات الأندية واتحاد الكرة، وتنظيم الرواتب وتثقيف المدربين لرفع الكفاءة. كذلك، الاحتكاك مع مدارس كروية متطورة في أوروبا وأمريكا الجنوبية ضرورة لا غنى عنها، بدلاً من الاكتفاء بمباريات ودية مع فرق آسيوية.”
وأشار إسماعيل إلى المشكلات الإدارية التي تعاني منها الأندية الأردنية، مثل تراكم الديون وسوء التخطيط، وهو ما أدى إلى استبعاد عدد كبير من المدربين المحليين القادرين على تقديم الإضافة المطلوبة. وأضاف:
“هناك حاجة ملحة لوضع استراتيجية واضحة وطويلة الأمد تعالج هذه التحديات وتعيد الثقة إلى الكرة الأردنية.”
أهمية المدرب المحلي: مفتاح النجاح
في حديثه عن دور المدرب المحلي الأردني، شدد إسماعيل على ضرورة تمكين الكوادر الوطنية داخل الأجهزة الفنية للمنتخبات، قائلاً:
“المدرب المحلي يتمتع بإلمام كامل بنفسيات اللاعبين الأردنيين، ما يجعله قادراً على تحقيق التواصل المثالي معهم. لدينا نماذج ناجحة مثل عبد الله أبو زمع، الذي أثبت جدارته في إيصال الأفكار التكتيكية للاعبين، مع القدرة على فهم طبيعة كل لاعب والتعامل معه بذكاء.”
محطات احترافية أضافت الكثير
امتدت مسيرة ماهر إسماعيل إلى تجارب احترافية مميزة، حيث لعب مع الشرطة الإماراتي في موسم 2006، والنهضة العماني في 2007، والعروبة اليمني في 2009. وبعد اعتزاله اللعب في موسم 2010/2011، توجه إلى التدريب، ليبدأ رحلة جديدة من التألق. قاد أهلي تعز اليمني في موسم 2012، وشباب الجيل اليمني في 2014، والبقعة الأردني في دوري المحترفين 2015، وكان مساعداً للمدير الفني خالد القروني في نادي الباطن السعودي بالدوري السعودي موسم 2016.
خاتمة: رؤية ملهمة لمستقبل مشرق
أكد ماهر إسماعيل أن الكرة الأردنية قادرة على الوصول إلى منصات التتويج العالمية إذا تم وضع خطة تطويرية شاملة تُعالج التحديات الحالية. بتجربته الغنية وشغفه المستمر، يُعد إسماعيل نموذجاً يحتذى به، ودليلاً على أن الإصرار والعمل الجاد هما أساس النجاح في عالم كرة القدم.