في الثالث من أكتوبر عام 1984، عاش نادي برشلونة واحدة من أكثر لياليه ظلمة في أوروبا. فقد خسر على ملعب “كامب نو” بنتيجة 4-1 أمام ميتز الفرنسي، في إياب دور الـ16 من كأس الاتحاد الأوروبي للأندية أبطال الكؤوس. ورغم أن الفريق الكتالوني كان قد فاز ذهاباً في فرنسا 4-2، إلا أن الهزيمة القاسية حرمت الجماهير من ليلة طال انتظارها.

تلك المباراة لم تترك أثراً في النتيجة فقط، بل خلّفت وراءها ما يشبه اللعنة. صحيفة ليكيب الفرنسية كشفت أن لاعبي برشلونة طالبوا الإدارة بالتوقف عن ارتداء القميص الأصفر الذي ظهروا به في تلك الليلة، معتبرين أنه “ملعون”. بالفعل، غاب اللون الأصفر عن قمصان النادي لأكثر من 20 عاماً.

القصة لم تبدأ مع ميتز. فقبل ذلك بعامين، ارتدى برشلونة القميص الأصفر أمام أوساسونا في الدوري الإسباني خلال أبريل 1982. المباراة انتهت بخسارة قاتلة 3-2 في الدقيقة 88، وكانت سبباً في فقدان الفريق اللقب لصالح ريال سوسيداد بفارق نقطتين.

استمر اللون الأصفر في جلب الخيبات. في 1983، خسر برشلونة أمام أستون فيلا 3-0 في إياب كأس السوبر الأوروبي، بعد أن كان قد فاز ذهاباً 1-0. حتى الأسطورة دييغو مارادونا لم يسلم من هذه “اللعنة”، إذ خرج برشلونة على يد مانشستر يونايتد في مارس 1984 بخسارة 3-0 في أولد ترافورد، رغم تفوقه ذهاباً بهدفين نظيفين.

مباراة ميتز كانت بمثابة القشة الأخيرة. ومنذ ذلك اليوم لم يظهر القميص الأصفر في مباريات برشلونة الأوروبية حتى موسم 2005-2006، عندما عاد الفريق ليرتديه بثقة أكبر، بل وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا متوشحاً به في أغلب مبارياته خارج الأرض.

لكن حتى بعد زوال اللعنة ظاهرياً، بقيت الشكوك. فالهزيمة التاريخية أمام ليفربول 4-0 في أنفيلد عام 2019 جاءت أيضاً بالقميص الأصفر. ولأن كرة القدم لا تخلو من الخرافة، يظل الكثير من المشجعين الكتالونيين مقتنعين بأن هذا اللون لا يجلب سوى الذكريات السيئة.

قد يهمك أيضا:

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *