فيرنانديز يشرح فلسفة النصر

وسط أجواء الاحتفال التي عمت معسكر المنتخب البرتغالي، تحدث النجم برونو فيرنانديز بصراحة مطلقة عن أسرار التتويج التاريخي بلقب دوري الأمم الأوروبية، كاشفاً عن الفلسفة القتالية التي قادت أسود الأطلس لانتزاع الذهب من أنياب الماتادور الإسباني.
استهل صانع ألعاب البرتغال حديثه بتحليل عميق للمواجهة الأسطورية: “كل خطوة خطوناها في هذه المعركة كانت مدروسة بعناية فائقة. أدركنا منذ البداية أننا أمام عملاق كروي حقيقي، لكننا في الوقت ذاته كنا واثقين من أننا في نفس مستوى هذا العملاق”.
وأضاف بثقة اللاعبين المحترفين: “كنا نعرف جيداً مدى خطورة الترسانة الإسبانية، لذلك تعاملنا مع كل كرة مفقودة كمسألة حياة أو موت. هذه العدوانية في استرداد الكرة كانت سلاحنا السري، تماماً كما فعلنا أمام ألمانيا، خاصة وأننا ندرك قوة أجنحتهم المدمرة”.
انتقل فيرنانديز للحديث عن البطولات الفردية التي أشعلت فتيل النصر: “ثم جاءت تلك اللحظات السحرية التي لا تُنسى، مثل عروض نونو مينديز المبهرة على الجهة اليسرى. هذا اللاعب تحول إلى قطار جارف دهس كل من واجهه، ومنحنا لحظتين من النشوة الخالصة بانطلاقاته الصاروخية”.
وتابع بحماس: “هذه هي طبيعة كرة القدم في نهاية المطاف – لحظات استثنائية من العبقرية الفردية هي التي تحسم مصير المعارك الكبرى. تصدي ديوجو كوستا الأسطوري، وركلة الجزاء المثالية لروبن نيفيز، كلها لحظات خلدت أسماءها في سجل التاريخ”.
وفي رد حاسم على من يشكك في مكانة البرتغال بين المرشحين للألقاب، قال برونو بعزيمة لا تلين: “لسنا في حاجة لأن يرشحنا أحد للفوز، فهذا شأن من يريد أن يتكلم. دائماً ستجد من يرشح منتخباً دون آخر، وهذا لا يهمنا في شيء”.
وأضاف بفخر واضح: “نحن البرتغاليون نخوض كل معركة بعقلية الفوز المطلق، بغض النظر عن هوية الخصم. نسعى للانتصار في كل مواجهة نخوضها. أحياناً نصل لهدفنا وأحياناً لا، أحياناً نقدم عروضاً رائعة وأحياناً أقل من المتوقع، لكننا دائماً نبذل كل ما نملك في الملعب، ونؤمن بقدرتنا على هزيمة أي منتخب في أي وقت”.
وفي خاتمة عاطفية مؤثرة، كشف فيرنانديز عن معنى هذا الإنجاز الحقيقي: “سأحتفل مع رفاق الدرب، مع عائلتي الغالية. هذه لحظة استثنائية يستحقها كل واحد منا. النصر مع البرتغال له طعم مختلف تماماً، إنه نصر من أجل أحبائنا وعائلاتنا، من أجل وطننا وشعبنا العظيم”.
وختم بتحية مليئة بالامتنان: “جماهيرنا المذهلة جعلتنا نشعر وكأننا نلعب في عقر دارنا رغم البُعد عن الوطن. شكراً من الأعماق لكل هذا الدعم الأسطوري، كان رائعاً بكل معنى الكلمة. شعرنا بحبكم وتشجيعكم من اللحظة الأولى حتى صافرة النهاية المجيدة”.
قد يهمك أيضا: