صرخة نزهة بدوان.. الحقيقة المُرة للرياضة المغربية
في عالم الرياضة، تأتي الحقيقة أحيانًا مُرة وصادمة. هذا ما عبرت عنه البطلة السابقة نزهة بدوان، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، في تقييمها الصريح لأداء المغرب في أولمبياد باريس 2024.
بعيدًا عن لغة المجاملات والتبريرات، وقفت بدوان بحزم ضد محاولات تجميل الواقع. فرغم الإنجاز الذهبي للبطل سفيان البقالي والميدالية البرونزية لمنتخب كرة القدم، إلا أن الصورة العامة للمشاركة المغربية تبقى، في نظرها، “سلبية وكارثية”.
تصريحات بدوان جاءت ردًا على تصريحات المدير التقني للجنة الأولمبية، حسن فكاك، الذي وصف الحصيلة بالإيجابية. هذا التناقض في التقييم يعكس حالة من الانفصام بين الواقع والطموح في المشهد الرياضي المغربي.
“احترموا عقول المغاربة فهم ليسوا بلداء”، بهذه الكلمات القوية، دعت بدوان إلى الشفافية والموضوعية في تقييم الأداء الرياضي. فالمغاربة، كما تؤكد، قادرون على فهم وتقييم النتائج بأنفسهم، دون الحاجة إلى تجميل الحقائق.
وفي مقارنة لافتة، ذكّرت بدوان بإنجازات الماضي، مشيرة إلى دورة سيدني 2000 حيث فاز المغرب بخمس ميداليات. هذه المقارنة تضع الإصبع على الجرح، متسائلة عن أسباب هذا التراجع على مدى عقدين من الزمن.
إن صرخة بدوان هي دعوة صريحة للمراجعة والتقييم الموضوعي. فبدلاً من الاكتفاء بالإشادة بالإنجازات الفردية، تدعو إلى نظرة شاملة تشمل جميع الرياضات والتخصصات.
في خضم هذا الجدل، تبرز الحاجة الملحة إلى استراتيجية وطنية شاملة لتطوير الرياضة المغربية. فالتحدي الحقيقي يكمن في كيفية الاستفادة من الدروس المستخلصة من هذه المشاركة لبناء مستقبل أفضل للرياضة الوطنية.
ختامًا، تبقى كلمات بدوان جرس إنذار يدعو الجميع للتفكير بجدية في مستقبل الرياضة المغربية. فهل ستكون هذه الصرخة بداية لتغيير حقيقي، أم ستضيع في خضم التصريحات والتبريرات؟
قد يهمك أيضا: