أكد الأرجنتيني دييغو سيميوني أن سر استمراره مدربًا لنادي أتلتيكو مدريد لما يقارب 14 عامًا لا يرتبط فقط بالنتائج أو الألقاب، بل يعود أساسًا إلى التزام لاعبيه الكامل بأفكاره وثقتهم في مشروعه الرياضي.

ويُعد سيميوني واحدًا من أكثر المدربين استقرارًا في كرة القدم الأوروبية، في زمن أصبحت فيه الإقالات السريعة أمرًا معتادًا. هذا الاستقرار، بحسب المدرب المخضرم، لم يكن ممكنًا دون لاعبين تقبلوا فلسفته الصارمة، وتحملوا متطلباتها الذهنية والبدنية عبر سنوات طويلة.

فلسفة واضحة وهوية ثابتة

منذ توليه قيادة الفريق، فرض سيميوني أسلوبًا يعتمد على الانضباط التكتيكي، والروح القتالية، والعمل الجماعي. لم تكن فلسفته سهلة، لكنها صنعت هوية واضحة لأتلتيكو مدريد داخل إسبانيا وخارجها.

المدرب الأرجنتيني أوضح أن النجاح لا يصنعه المدرب وحده. بل يحتاج إلى لاعبين يؤمنون بالفكرة، ويطبقونها في أصعب الظروف. وهذا ما وجده في غرف ملابس أتلتيكو عبر أجيال مختلفة.

ألقاب تؤكد النجاح

وخلال مسيرته مع الفريق، قاد سيميوني أتلتيكو مدريد للتتويج بلقبين في الدوري الإسباني، في مواجهة عمالقة مثل ريال مدريد وبرشلونة. كما أحرز لقبين في الدوري الأوروبي، وبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين.

هذه الإنجازات وضعت النادي في مصاف الكبار أوروبيًا، وأعادت له مكانته التنافسية. الأهم من ذلك، أنها تحققت باستمرارية واضحة، وليس بطفرة مؤقتة.

الاستقرار في زمن الضغوط

في وقت تتزايد فيه الضغوط على مدربين كُثر في الليغا، يواصل سيميوني الاعتماد على الاستقرار كعنصر أساسي للنجاح. فهو يؤمن بأن العمل المتواصل يمنح الفريق قدرة أكبر على تجاوز الأزمات.

ورغم الغيابات المتكررة والإصابات، يحرص المدرب على الحفاظ على توازن الفريق، ومنح الفرصة للاعبين القادرين على خدمة المنظومة.

طموح لا يتوقف

سيميوني لا ينظر إلى الماضي فقط. بل يركز على الحاضر والمستقبل. هدفه واضح، وهو إبقاء أتلتيكو مدريد منافسًا دائمًا على الألقاب، محليًا وقاريًا.

ويرى أن سر الاستمرار ليس في النجومية، بل في الالتزام اليومي. الالتزام الذي يبدأ من غرفة الملابس، ويمتد إلى المدرجات، ويصنع الفارق داخل الملعب.

بهذا النهج، يواصل دييغو سيميوني كتابة واحدة من أنجح القصص التدريبية في كرة القدم الحديثة، قصة عنوانها الثبات، والعمل، والإيمان بالفكرة.

قد يهمك أيضا:

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *