سايس خارج التشكيلة.. الركراكي يكشف عن الحكمة في قراراته الصعبة
في مشهد يشبه وقفة تأمل لقائد محنك، وقف وليد الركراكي أمام الصحافيين ليكشف عن سر غياب أحد أهم جنوده، رومان سايس، عن معركتي الغابون وليسوتو القادمتين. كانت لحظة صارحة، تعكس عمق التفكير الاستراتيجي لمدرب “أسود الأطلس“.
بدا الركراكي وكأنه يقرأ خريطة معقدة عندما تحدث عن وضعية سايس مع ناديه السد. “غير واضحة” كانت الكلمات التي استخدمها، وكأنه يشير إلى ضباب يلف مستقبل اللاعب. وبحكمة القائد الذي يعرف متى يدفع بجنوده ومتى يسحبهم، قرر الركراكي أن الوقت الحالي هو لسايس ليحسم معركته الشخصية مع ناديه.
لكن الركراكي، وبذكاء دبلوماسي، لم ينس أن يثني على “الكابيتانو”. حديثه عن تجربة سايس في كأس العالم وكأس أفريقيا كان بمثابة تذكير للجميع بقيمة هذا اللاعب. وكأنه يقول: “نعم، هو غائب اليوم، لكنه لا يزال جزءًا أساسيًا من جيشنا”.
وفي لفتة تعكس نظرته المستقبلية، ترك الركراكي الباب مفتوحًا أمام عودة سايس. شرط اللعب المنتظم والجاهزية التامة كان بمثابة رسالة واضحة: المنتخب مفتوح لمن يستحق، لكن بشروط.
هكذا، يقدم لنا الركراكي درسًا في فن القيادة. قراراته ليست مجرد اختيارات تكتيكية، بل هي مزيج من الحكمة والتخطيط بعيد المدى. فهو يدرك أن قوة المنتخب لا تكمن فقط في اللاعبين الحاضرين، بل أيضًا في قدرته على إدارة الغيابات وتحفيز اللاعبين للعودة أقوى.
في النهاية، تبقى قصة سايس والمنتخب المغربي مفتوحة على كل الاحتمالات. هل سيعود “الكابيتانو” ليقود أسود الأطلس من جديد؟ أم أن الوقت قد حان لجيل جديد ليأخذ الراية؟ الإجابة تكمن في الأيام القادمة، لكن ما هو مؤكد أن الركراكي يمسك بدفة السفينة بثبات، موجهًا المنتخب نحو آفاق جديدة من النجاح.
قد يهمك أيضا: