ربيع حريمات.. متى ينتهي منطق الحسابات الضيقة؟

في كرة القدم، الأرقام لا تكذب، والألقاب لا تُمنح بالمجاملة. ربيع حريمات تُوِّج أفضل لاعب في “الشان” الأخير، وهو شرف لم ينله بالصدفة، بل بعرق وجهد وأداء استثنائي جعل كل المحللين يُجمعون على أنه أحد أبرز نجوم البطولة. ومع ذلك، يظل خارج حسابات وليد الركراكي وكأن التتويج لا يعني شيئاً!
السؤال الذي يحرق شفاه الجماهير: بأي منطق يُقصى لاعب وطني بهذه القيمة من المنتخب الأول؟ إذا كانت الأسباب راجعة لخلافات سابقة، فـ”عفا الله عما سلف”. المنتخب ليس ساحة لتصفية الحسابات الشخصية ولا صندوقاً مغلقاً لأهواء المدرب.
حريمات لم يطلب المستحيل، بل يطالب بحقه المشروع في فرصة حقيقية. من حقه أن ينافس على مكانه أسوة بكل لاعب. من حق الجماهير أن ترى نجم الشان وهو يختبر نفسه أمام كبار إفريقيا والعالم بقميص الأسود.
الركراكي يكرر الحديث عن “القناعات التكتيكية”، لكن أليست التنافسية والجاهزية من أهم مقومات أي تكتيك؟ ما قيمة لاعبين محنطين بلا دقائق في أنديتهم الأوروبية، بينما يتجاهَل لاعب يبدع أسبوعاً بعد آخر في البطولة الوطنية، ويمتلك شرف قيادة منتخب محلي إلى التتويج القاري؟
تجاهل حريمات يفضح أزمة أعمق: أزمة عقلية إقصائية تعطي الأولوية للاعب المحترف الأوروبي على حساب الموهبة الوطنية. وهذا المنطق المقلوب يُفرغ المنتخب المحلي من جدواه ويقتل حلم كل لاعب في البطولة الوطنية.
الجماهير المغربية لا تطلب المستحيل: جربوا حريمات، امنحوه الفرصة التي يستحقها، ودعوا الميدان يحكم. أما أن يبقى رهينة خلافات شخصية أو “قناعات” جامدة، فتلك إهانة للبطولة المغربية، ولروح المنافسة التي يفترض أن تُميز المنتخب الوطني.
المنتخب ليس ملكاً للركراكي ولا لأي مدرب يمر. المنتخب ملك للمغاربة جميعاً. وحريمات اليوم هو الصوت العالي الذي يذكرنا أن الكرة يجب أن تُدار بالعطاء فوق الميدان، لا بالعناد والكواليس