في ليلة كانت ستنقش اسم فلسطين بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، تحطمت آمال الملايين على صخرة الدقائق القاتلة. كان الحلم على بُعد أربع دقائق فقط من التحقق، قبل أن تضيع الفرصة التاريخية من بين أيدي الفدائيين.
عندما هز عمر خروب شباك عُمان في الدقيقة التاسعة والأربعين، ارتجت الأرض تحت أقدام الجماهير الفلسطينية. كان ذلك الهدف أكثر من مجرد كرة تعبر الخط – كان بوابة العبور نحو حلم طال انتظاره عقوداً.
لمدة سبع وأربعين دقيقة مُضنية، صمد الفدائيون كالجبال الراسخة، يحرسون كنزهم الثمين بقلوب تنبض بالأمل وعزيمة لا تلين. كانت الساعة تدق… 90، 91، 92… والحلم يقترب خطوة بخطوة من التحقق.
الضربة القاضية في اللحظة الأخيرة
لكن القدر كان له رأي آخر. في الدقيقة السادسة والتسعين – تلك اللحظة الملعونة التي ستبقى محفورة في ذاكرة كل فلسطيني – وقف لاعب عُماني خلف نقطة الجزاء حاملاً معه آمال بلاده وأحلام خصومه المُعلقة على خيط رفيع.
الكرة انطلقت… الشباك اهتزت… والحلم الفلسطيني تبخر في الهواء مثل سراب الصحراء. عُمان انتزعت بطاقة العبور إلى الملحق الأخير المؤهل للمونديال، تاركة وراءها قلوباً مكسورة وآمالاً محطمة.
العراق يواصل المقاومة
في الجهة المقابلة من الخريطة، لم يستسلم العراق لليأس. رغم أن الأردن كان قد حجز مقعده مسبقاً في نهائيات كأس العالم 2026، إلا أن أسود الرافدين أصروا على إثبات وجودهم.
جاسم المشرفاوي كان البطل في الدقيقة السابعة والسبعين، محولاً المباراة من “لقاء شرفي” إلى انتصار ذي معنى. بهذا الفوز، وصل العراق إلى 15 نقطة، محافظاً على نبضة الأمل في قلبه وضامناً مكانه في الملحق.
الكنغر الأسترالي يؤكد هيمنته
أما في المجموعة الثالثة، فقد شهدت مواجهة نارية بين عملاقين. استراليا، الكنغر الذي لا يعرف الاستسلام، واجه المملكة العربية السعودية في صراع على الصدارة.
انتهت المعركة بانتصار الكنغر 2-1، ليس فقط حاسماً ترتيب المجموعة لصالحه، بل مؤكداً أيضاً مكانته كقوة لا يُستهان بها في القارة الآسيوية. السعودية، رغم الهزيمة، ضمنت مكانها في تصفيات الملحق، محافظة على خيط الأمل الأخير.
خاتمة مُرة لحكاية جميلة
هكذا انتهت ليلة كانت ستصنع التاريخ بطعم المرارة والأسى. فلسطين، التي كانت على بُعد أنفاس قليلة من كتابة اسمها بأحرف من نور في سجل كأس العالم، عليها الآن أن تنتظر أربع سنوات أخرى لتحاول من جديد.
قد يهمك أيضا:
