كرة القدم

تعرف على مهمة ألونسو المستحيلة في ريال مدريد

في قلب العاصمة الإسبانية، يستعد تشابي ألونسو لخوض أصعب التحديات في مسيرته التدريبية. المدرب الباسكي الجديد يقف أمام لغز معقد: كيف يمكن لفريق ريال مدريد أن يحلق في سماء الانتصارات دون أن يكون أسير عبقرية نجم واحد؟

رغم أن كيليان مبابي تحول إلى آلة تسجيل لا تتوقف، محققاً إنجازات فردية مذهلة بـ43 هدفاً في 56 مباراة، إلا أن هذا البريق الفردي لم يترجم إلى ذهب جماعي. الملكي عاش موسماً بلا ألقاب كبيرة، مما يطرح سؤالاً محيراً: هل يمكن للعبقرية الفردية أن تكون سبباً في الفشل الجماعي؟

النجم الفرنسي لم يكتف بحصد الحذاء الذهبي الأوروبي ولقب هداف الدوري الإسباني، بل هيمن على المشهد الهجومي بشكل كامل. وفقاً لتقرير صحيفة “ماركا”، سجل مبابي أكثر من ثلث أهداف الفريق، وارتفعت هيمنته في الدوري لتصل إلى 40% من إجمالي الأهداف.

الأرقام تحكي قصة مثيرة للقلق: في 15 مباراة بالليجا، كان مبابي صاحب هدف الافتتاح، وعندما غاب عن أربع مباريات، انهار المعدل التهديفي للفريق من 2.1 إلى 1.5 هدف فقط. حتى محاولات فينيسيوس ورودريجو لم تنجح في سد الفراغ، وكان فالفيردي الوحيد القادر على تقديم حلول بديلة.

هذا الاعتماد المفرط كشف عن هشاشة مقلقة في البنية الهجومية للملكي، حيث بات الفريق يعاني من “متلازمة النجم الواحد” التي تهدد استقراره التكتيكي.

ألونسو، الذي نجح في صناعة معجزة باير ليفركوزن بفلسفة تعتمد على الكرة المنظمة والضغط العالي وتنويع الخيارات الهجومية، يواجه الآن تحدياً من نوع مختلف تماماً. عليه أن يوازن بين الاستفادة من موهبة مبابي الاستثنائية وبناء منظومة جماعية قوية.

التحدي الأكبر يكمن في كيفية توزيع الأدوار الهجومية على كوكبة من المواهب المميزة: فينيسيوس بسرعته الخاطفة، رودريجو بذكائه التكتيكي، بيلينجهام بقدراته الشاملة، إندرك بإبداعه، والوافد الجديد فرانكو ماستانتونو بحماسه الشبابي.

كأس العالم للأندية ستكون المحك الأول لألونسو، حيث ستكشف الحقيقة بسرعة البرق. هل سينجح في خلق سيمفونية هجومية متوازنة؟ أم ستبقى أوركسترا الملكي تعزف على وتر مبابي الوحيد؟

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button