تاريخ أبو الفنون “المسرح”
كتب إيمان فونة (صحفية متدربة)
المسرح فن من الفنون الدرامية القديمة التي تهتم والأداء والعروض الحية على خشبة المسرح.
سمي أيضا ب “أبو الفنون” لشمله كل الفنون ( التمثيل، الغناء، الموسيقى، الرقص، الرسم..).
أول ظهور للمسرح كان في اليونان وذلك في القرن السادس قبل الميلاد كان المسرح التراجيدي “التراجيديا” “TRAGEDY” أو المأساة، أول نوع مسرحي ظهر في اليونان، إذ تتمثل في مسرحيةٍ أو دراما تعالج مشاكل شخصية أساسية، وتؤدي إلى نهايات حزينة أو كارثية ناتجة عن القدر والخلل المأساوي في هذه الشخصية، كما هو الحال في الدراما القديمة، أو بسبب الضعف الأخلاقي أو الخلل النفسي أو الضغوط الاجتماعية، في الدراما الحديثة.
التراجيديا عموما تتعلق باستعراض أحداث من الحزن ونتيجة مؤسفة في النهاية، وقد نشأ هذا النوع من فن الديثرامب أو الديثراميوس وهو فن يعرف فرق إنشادية ترتل قصيدة أو صلاة إنشادية، وهي تمثل جزء من المسرح الإغريقي، تشمل ترتيلة نظمية دينية تصحبها رقصات غنائية.
ويعد الديثرامب رابع أنواع المسرح وهو أحد أنواع المسرح الإغريقي الذي نشأ عن طريق طقوس الإله ديونيسوس الإغريقي، ابن زيوس.
تقام المسرحيات في أثينا إبان حفلات ديونيسوس، وقد اعتاد اليونانيون أن يقيموا للآلهة حفلين : “حفل في الشتاء” بعد جني العنب وعصر الخمور، فتكثر لذلك الأفراح وتعقد حفلات الرقص وتنشد الأغاني ومن هنا نشأت الكوميديات.
و”حفل في فصل الربيع”، حيث تكون خضراوات الكروم قد جفت وعبست الطبيعة وتجهمت بأحزانها مما يفرز فن التراجيديا، وكانت تجرى مسابقات مسرحية لاختيار أجود النصوص الدرامية لتمثيلها بهذه المناسبة ذات الوظيفتين “الدينية والفنية”، و لابد أن تفوز بهذه المسابقة ثلاثة نصوص تمثل وتعرض أمام المشاهدين، ومن شروطها أن تكون هجائية تسخر من الآلهة وتنتقدها.
حلت الكوميديا محل التراجيديا في القرن الرابع قبل الميلاد، وشهدت تطورا كبيرا منذ منتصف القرن الخامس قبل الميلاد. ومن أهم الكوميديين نجد “أريستوفانوس” بمسرحيته الرائعة “الضفادع”، وكانت الكوميديا تنتقد الشخصيات العامة وتسخر من الآلهة بطريقة كاريكاتورية ساخرة.
إذا تأملنا معمارية المسرح اليوناني وجدنا العروض المسرحية تقدم في الهواء الطلق في فضاء مسرحي دائري محاط بمقاعد متدرجة من الأسفل إلى الأعلى على سفح الهضبة في شكل نصف دائرة مايسمى “المدرج” ويحضره ما بين 15000 و 20000 من المشاهدين الذين كانوا يدخلون المسرح مجانا، لأن المسرح كان من أهم المقاطعات العمومية التي كانت تشرف عليها الدولة او المدينة ووسيلة للتوعية والتهذيب الديني والتطهير الأخلاقي.
انتقل المسرح الاغريقي بعدها الى الرومان مباشرة وذلك بفضل الملك الكسندر العظيم الذي كانت له سياسة توسعية احتلالية، ينشر موروثه الثقافي إلى العالم عموما وروما خصوصا..
شهد المسرح تراجعا وتدهورا كبيرا بعد سقوط الامبراطورية الرومانية، فاستولت عليه الكنيسة ليدخل في مراحل جديدة على يد القديسة هروتسڤيثا HROTSVITHA التي تعتبر أول كاتبة مسرحية أنثى ظهرت في التاريخ.
قد يهمك أيضا: