كرة القدم

بونو في موعد مع الانتقام من ريال مدريد

تتجه الأنظار نحو لحظة حاسمة في تاريخ كرة القدم العربية، حيث يقف النجم المغربي ياسين بونو على أعتاب معركة قد تُعيد كتابة فصل جديد في قصة كفاحه مع كرة القدم. فبعد أيام قليلة، سيرتدي قفازاته الذهبية ليواجه الشبح الذي طارده طوال سنوات – ريال مدريد الإسباني.

في أروقة ملعب مونديال الأندية 2025، ستتردد أصداء الماضي عندما يلتقي الهلال السعودي بالعملاق الأبيض يوم 18 يونيو المقبل. إنها ليست مجرد مباراة عادية بالنسبة لحارس المرمى المغربي، بل رحلة عبر الزمن إلى ذكريات مازالت تنزف في قلبه.

عشر مواجهات سابقة تحكي قصة عذاب مستمر، حيث وقف بونو خلف خط المرمى مرتدياً قمصان جيرونا وإشبيلية، لكن أحلامه تحطمت في كل مرة أمام إعصار ريال مدريد الهجومي. خمسة وعشرون هدفاً اخترقت شباكه دون أن يتمكن ولو لمرة واحدة من الاحتفاظ بنظافتها، كأنما كانت لعنة تطارده في كل لقاء.

رغم بطولاته الخالدة التي نقشها بأحرف من ذهب – من تصدياته الأسطورية في ركلات الترجيح خلال مونديال قطر 2022، إلى قيادته إشبيلية نحو لقب الدوري الأوروبي – تبقى مواجهات ريال مدريد البقعة السوداء في سجله اللامع. كان بونو بطلاً في كل مكان، إلا عندما يظهر الشعار الأبيض أمامه.

المفارقة المؤلمة أن هذا الحارس الذي أنقذ المغرب من الهزيمة أمام عمالقة العالم، والذي حول دون وصول أقوى الهجمات الأوروبية، كان يذوب كالثلج تحت ضربات نجوم ريال مدريد من أمثال بنزيما وفينيسيوس.

لكن القدر يمنح الأساطير فرصة أخيرة للكتابة بماء الذهب. فمنذ انضمامه لعائلة الهلال في صيف 2023، تنفس بونو عبق النصر من جديد، حاصداً الألقاب تلو الألقاب – الدوري، الكأس، السوبر – وكأنه يستعد لهذه اللحظة الفاصلة.

اليوم، لا يقف بونو وحيداً كما كان في إشبيلية أو جيرونا. خلفه جيش من النجوم الذين يحملون نفس الطموح، وأمامه جماهير عربية تحلم بلحظة انتقام تاريخية. الهلال ليس مجرد فريق، بل حلم شعب بأكمله يريد أن يرى نجمه المغربي ينتقم من عدوه القديم.

عندما تنطلق صافرة البداية، ستكون أكثر من مجرد مباراة كرة قدم. ستكون رحلة بونو نحو استرداد كرامته المهنية، وفرصته الذهبية لإثبات أن النجوم الحقيقيين يكتبون أجمل فصولهم في أصعب اللحظات.

المسار نحو النهائي يمر عبر ثلاث محطات: البداية مع ريال مدريد، ثم ريد بول سالزبوج، وأخيراً باتشوكا. لكن الجميع يعلم أن المعركة الحقيقية ستحسم في المواجهة الأولى، حيث سيقرر التاريخ ما إذا كان ياسين بونو سيكسر لعنته أم ستبقى ذكرى ريال مدريد تطارده للأبد.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button