النسور الفارسية تُحلق في القمة.. إيران تُتوج ملكة المجموعة الأولى بثلاثية مُدمرة

في ليلة باردة على أرض طهران، بدت المواجهة بين إيران وكوريا الشمالية وكأنها ستنتهي بتعادل مُحبط للجماهير الفارسية العطشى للأهداف. فرغم السيطرة المُطلقة التي فرضها أبناء الهضبة الإيرانية على تفاصيل اللقاء، ظل التسجيل عصياً عليهم لأكثر من ثلثي زمن المباراة.
النسور الفارسية، التي كانت قد ضمنت بطاقة التأهل لمونديال 2026 مُسبقاً، أرادت أن تختتم مشوارها التصفوي بعرض يليق بمكانتها كأحد أقوى المنتخبات الآسيوية. لكن الدفاع الكوري الشمالي المُنظم وقف سداً منيعاً أمام الموجات الهجومية المُتتالية.
لحظة تحول درامية تُشعل فتيل الإثارة
في الثلث الأخير من المباراة، وعندما بدا أن التعادل السلبي سيكون قدر هذا اللقاء، جاءت اللحظة الفاصلة التي غيرت مجرى الأحداث بالكامل. طرد لاعب من المنتخب الكوري الشمالي أدى إلى اختلال التوازن على أرض الملعب، وفتح الباب أمام إيران لتُطلق عاصفتها الهجومية المُدمرة.
هذا القرار التحكيمي لم يكن مجرد بطاقة حمراء عادية، بل كان بمثابة إشارة البدء لعرض هجومي مُتقن استمر للربع ساعة الأخيرة، وحول المباراة من تعادل مُمل إلى مهرجان للأهداف الإيرانية.
موهيبي يُشعل الفتيل وطاريمي يُضيف السحر
في هذه الأجواء المُشحونة، برز النجم محمد مهدي موهيبي كبطل للمساء، حيث افتتح حفلة الأهداف بضربة أنيقة كسرت عقدة التسجيل وأشعلت حماس الجماهير الإيرانية. لم يكن هذا الهدف مجرد تسجيل عادي، بل كان بمثابة تحرير للطاقة المكبوتة طوال دقائق المباراة الطويلة.
لكن موهيبي لم يكتف بدور الهداف، بل تحول إلى صانع لعب مُبدع، حيث قدم كرة ذهبية لمهدي طاريمي، الساحر الإيراني الذي لا يُفوت مثل هذه الفرص الثمينة. طاريمي، بخبرته المُتراكمة ومهارته الفنية العالية، ضاعف الرصيد الإيراني وأكد تفوق بلاده بالهدف الثاني.
زادة يُتوج الليلة بلمسة أخيرة مُثالية
وكما تشاء الأقدار في كرة القدم، جاءت اللمسة الأخيرة في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة على يد أمير حسين زادة، الذي اختتم هذه السيمفونية الهجومية بهدف ثالث رائع أضاف المزيد من البريق لهذا الانتصار التاريخي.
هذا الهدف لم يكن مجرد رقم إضافي في شباك كوريا الشمالية، بل كان رسالة واضحة من إيران لجميع منافسيها في المونديال القادم بأن النسور الفارسية جاهزة لخوض المعارك الكبيرة.
تتويج مُستحق لمسيرة استثنائية
بهذا الانتصار المُقنع، رفع منتخب إيران رصيده إلى 23 نقطة، مُتوجاً بذلك صدارة المجموعة الأولى بشكل نهائي ومُستحق. هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل هو انعكاس لمسيرة تصفوية مُتميزة شهدت اتساقاً في الأداء وثباتاً في النتائج.
في المقابل، ودعت كوريا الشمالية التصفيات الآسيوية بخيبة أمل كبيرة، حيث اكتفت بثلاث نقاط فقط في المركز الأخير، مُنهية بذلك حلم الوصول إلى مونديال 2026 في ظروف صعبة.
الطريق إلى 2026 يزداد وضوحاً
مع انتهاء هذه الجولة الحاسمة، تتضح ملامح الخريطة الآسيوية المُتأهلة للمونديال أكثر فأكثر. إيران، بهذا الأداء المُتألق والانتصار المُقنع، تُرسل رسالة قوية بأنها لن تكون مجرد مُشارك في النهائيات، بل مُنافس جدي قادر على إحداث المفاجآت وتحقيق الإنجازات الكبيرة.
النسور الفارسية، التي حلقت عالياً في سماء التصفيات الآسيوية، تتطلع الآن إلى تحديات أكبر في المونديال، حاملة معها آمال شعب بأكمله وثقة مُستمدة من هذه المسيرة الاستثنائية في التصفيات.
قد يهمك أيضا: