كرة القدم

الرجاء.. من قمة التتويجات إلى موسم خالي الوفاض

بعد مسيرة مظفرة في الموسم السابق توج خلالها بثنائية البطولة الاحترافية “إنوي” وكأس العرش، وجد الرجاء الرياضي نفسه في حالة تراجع مفاجئ هذا الموسم، إذ فشل في الحفاظ على أي من ألقابه وخرج من جميع المنافسات دون تحقيق أي إنجاز يذكر.

يعد التخبط على مستوى العارضة الفنية من أبرز أسباب هذا الانهيار المفاجئ، حيث شهد الفريق تعاقباً سريعاً للمدربين. فبعد نهاية مشوار جوزيف زينباور، تولى البوسني سفيكو المسؤولية لفترة قصيرة لم يتمكن خلالها من تقديم أي إضافة، ليأتي بعده البرتغالي ريكاردو سابينتو الذي رغم سمعته القوية وشخصيته الحازمة، فشل بدوره في إعادة الفريق إلى مساره الصحيح.

هذا التغيير المتكرر للمدربين أدى إلى غياب الرؤية التكتيكية الثابتة وانعدام التواصل المستمر بين الطاقم الفني واللاعبين، مما انعكس سلباً على أداء الفريق في مختلف المنافسات.

عامل حاسم آخر في تراجع الفريق الأخضر تمثل في خسارته لعدد كبير من الركائز الأساسية التي صنعت مجد الموسم السابق. فمغادرة أسماء وازنة مثل مهدي موهوب، يسري بوزوق، محمد المكعازي، نوفل الزرهوني، إسماعيل مقدم، محمد زريدة والقائد المخضرم أنس الزنيتي، تركت فراغاً هائلاً لم تستطع الإدارة ملأه بتعاقدات بنفس المستوى.

هذا النزيف في العناصر المؤثرة لم يؤثر فقط على الجانب الفني، بل امتد ليشمل الجانب المعنوي والقيادي داخل الفريق، حيث غابت الشخصيات القادرة على تحمل المسؤولية في اللحظات الحاسمة.

أظهرت جماهير الرجاء، المعروفة بوفائها وحماسها، استياءً واضحاً من الوضع الراهن، وعبرت عن غضبها في مناسبات متعددة، مطالبة بتغييرات جذرية على مستوى التسيير وإعادة النظر في سياسة الانتدابات.

ورغم قتامة المشهد الحالي، تظل هناك أصوات متفائلة تدعو إلى الصبر والتريث، ووضع مشروع رياضي محكم يعتمد على الاستقرار طويل المدى والاستثمار في المواهب الشابة.

تبقى الأسئلة مطروحة: هل سيكون هذا الموسم المخيب مجرد كبوة عابرة في تاريخ النادي العريق؟ أم أنه مؤشر على بداية فترة انتقالية صعبة؟ الإجابة ستتضح قريباً مع اقتراب موعد الجمع العام للنادي، الذي قد يشكل منعطفاً حاسماً في مسيرة الفريق الأخضر.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
× كيف يمكننا مساعدتكم؟