في عالم الرياضات الإلكترونية، تتكشف الحقائق بوتيرة متسارعة، مُظهرة الفجوة الكبيرة بين الادعاءات والإنجازات الفعلية. فما يُروج له كنجاح باهر، يتبين أنه مجرد سراب في صحراء الواقع القاحلة.
لنضع الأمور في نصابها الصحيح. هناك فرق شاسع بين المشاركة في بطولة عالمية كبرى للألعاب الإلكترونية وبين المشاركة في حدث هامشي. فالبطولة العالمية الحقيقية، التي تضم 92 فريقًا من مختلف أنحاء العالم وتقدم جوائز تصل إلى 60 مليون دولار، غائب عنها التمثيل المغربي. هذه البطولة تشمل ألعابًا شهيرة مثل FC24 وCall of Duty وTekken وStreet Fighter، إضافة إلى 22 لعبة أخرى، حيث يمكن للفائز أن يحصل على مبالغ تتراوح بين 500 ألف و3 ملايين دولار.
في المقابل، ما يتم الترويج له كـ “كأس العالم” للمغرب هو في الواقع بطولة صغيرة ستقام في السعودية في نونبر. هذه البطولة، التي تنظمها IESF، تقتصر على 5 ألعاب فقط، ومجموع جوائزها لا يتجاوز المليون دولار.
هذا التضليل يثير تساؤلات حول شفافية ومصداقية الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية. فهل من العدل أن يتم خداع الجمهور المغربي وإيهامه بإنجازات وهمية؟ وهل يستحق الشباب المغربي أن يتم توجيههم نحو أحلام زائفة بدلاً من تمكينهم من المنافسة الحقيقية على المستوى العالمي؟
إن الفرق بين الواقع والوهم في هذه الحالة يكشف عن حاجة ملحة لإعادة النظر في كيفية إدارة وتطوير قطاع الرياضات الإلكترونية في المغرب. فبدلاً من الاحتفال بإنجازات متواضعة، ينبغي التركيز على بناء قدرات حقيقية تمكن اللاعبين المغاربة من المنافسة في أكبر المحافل العالمية.
في النهاية، يجب أن يكون الهدف هو رفع مستوى الرياضات الإلكترونية المغربية لتصل إلى المعايير العالمية، وليس مجرد الاكتفاء بالمشاركة في أحداث هامشية. فالشباب المغربي يستحق فرصًا حقيقية للتألق والنجاح على المستوى العالمي، وليس مجرد أوهام وادعاءات.
قد يهمك أيضا: