كرة القدم

الأزوري يقلب الطاولة.. ملحمة إيطالية تُسكت صيحة الديوك في ليلة أوروبية مثيرة

حوّل المنتخب الإيطالي ليلة كروية عادية إلى ملحمة رياضية ستظل عالقة في الأذهان لفترة طويلة. على أرض ملعب دوري الأمم الأوروبية، تجلت روح المحارب الإيطالي في أبهى صورها، محولة صدمة البداية إلى انتصار مدوٍ.

بدأت القصة بصاعقة فرنسية خاطفة. فبعد 13 ثانية فقط – وهو زمن لا يكفي لتناول رشفة إسبريسو – هز برادلي باركولا الشباك الإيطالية، مسجلاً أسرع هدف في تاريخ المنتخب الفرنسي. كان يمكن لهذه البداية أن تكسر ظهر أي فريق، لكن ليس الأزوري.

تحت قيادة المايسترو لوتشيانو سباليتي، استعاد الإيطاليون رباطة جأشهم بسرعة مذهلة. وكأنهم يعزفون سيمفونية كروية متقنة، بدأوا في نسج هجماتهم بدقة وإصرار. جاء الرد الإيطالي الأول عبر فيديريكو ديماركو، الذي حول تمريرة ساندرو تونالي الذكية إلى هدف التعادل، مُسكتاً صيحات الديوك الفرنسية.

مع بداية الشوط الثاني، أظهر سباليتي حنكته التكتيكية بإقحام راسبادوري، في خطوة أثبتت أنها مفتاح الانتصار. وكأنه يقرأ المستقبل، احتاج الأزوري لسبع دقائق فقط ليضيف دافيد فراتيسي الهدف الثاني، محولاً الملعب إلى مسرح إيطالي خالص.

انهار بعدها المنتخب الفرنسي كقلعة من الرمال أمام موجة إيطالية عاتية. وجاء الهدف الثالث عبر البديل الذكي راسبادوري، ليضع النقطة الأخيرة في قصيدة كروية إيطالية رائعة، تاركاً ديديه ديشان ورجاله في حالة من الذهول.

ولم يكتف الأزوري بكسر هذا الطلسم فحسب، بل أضافوا إليه إنجازاً آخر بتحقيق أول فوز على المنتخب الفرنسي منذ عام 2008. وكأن التاريخ توقف لمدة 15 عاماً، ينتظر هذه اللحظة ليعود وينبض من جديد بالأمل والفخر الإيطالي.

وفي زاوية أخرى من الملعب الأوروبي، كان كيفن دي بروين يرسم لوحته الخاصة، قائداً بلجيكا لفوز ساحق على إسرائيل. وكأنه ساحر يتلاعب بالكرة، ساهم نجم مانشستر سيتي في هدفين، مؤكداً أن الشياطين الحمر لا يزالون قوة يُحسب لها حساب.

في خضم هذه الدراما الكروية، شهدت الساحة الأوروبية انتصارات أخرى أقل إثارة ولكنها لا تقل أهمية. فمن فوز أيسلندا الثمين على الجبل الأسود، إلى تعادل سلوفينيا والنمسا المثير، وصولاً إلى انتصار قبرص الصغير على ليتوانيا، كانت ليلة مليئة بالمفاجآت والإنجازات.

في النهاية، تبقى قصة إيطاليا هي النجمة المتلألئة في سماء هذه الليلة الأوروبية. فمن قلب الهزيمة، استطاع الأزوري أن يستخرج انتصاراً يذكرنا بأن كرة القدم، في جوهرها، هي قصة عن الإرادة والعزيمة والقدرة على التغلب على الصعاب، مهما كانت عظيمة.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
× كيف يمكننا مساعدتكم؟