إقصاء البطل العالمي أشرف أوشن من المنتخب المغربي للكراطي لم يكن مجرد قرار رياضي عابر، بل لحظة كشفت ما يختبئ وراء الكواليس من ظلم وتسلّط واحتكار للسلطة.
أوشن، الذي رفع علم المغرب عاليًا في بطولات العالم والألعاب الإفريقية، خرج عن صمته بعد سنوات من الصبر، ليكشف في تدوينة مؤثرة كيف تحوّلت الجامعة الملكية المغربية للكراطي إلى فضاء تتحكم فيه المصالح الشخصية والولاءات بدلًا من الكفاءة والجدارة.
كلماته جاءت محمّلة بالأسى، ولكنها في الوقت نفسه تعبير عن غيرة وطنية صادقة ورغبة في إنقاذ رياضة حملت راية المغرب في المحافل العالمية.
منذ سنة 2003، يتولّى نفس الرئيس إدارة الجامعة، متحديًا القانون رقم 30.09 الذي يمنع احتكار المناصب الرياضية لأكثر من ولايتين.
هذا الاحتكار خلق بيئة خانقة، تحوّلت فيها الجامعة من مؤسسة رياضية إلى مجال مغلق للولاءات والمصالح.
وفق شهادة أوشن، تمت معاقبة الأبطال الحقيقيين الذين رفعوا العلم الوطني، فقط لأنهم رفضوا الانحناء أو مجاملة أصحاب القرار.
الكراطي، الذي كان مدرسة للأخلاق والانضباط، صار أداة للهيمنة.
يقول أوشن إن الفساد الأخلاقي وتبذير المال العام أصبحا واقعًا داخل الجامعة، وإن معيار الاختيار للمشاركات الدولية لم يعد الكفاءة التقنية، بل مدى الطاعة والانتماء لمنظومة الولاء.
هذا الواقع يدفع أبطالًا كبارًا إلى مغادرة البلاد بحثًا عن الاحترام الذي لم يجدوه في وطنهم.
تلك الهجرة الرياضية هي جرح في كرامة المغرب قبل أن تكون خسارة رياضية.
الرسالة التي وجّهها أوشن إلى وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة واللجنة الأولمبية ليست نداء شخصيًا، بل دعوة لإنقاذ رياضة وطنية من الانهيار الأخلاقي والمؤسساتي.
هو يطالب فقط بتطبيق القانون، لا أكثر.
فالكراطي المغربي لا يحتاج إلى وجوه تُطيل البقاء في الكراسي، بل إلى قيادة نزيهة تؤمن بالمواهب لا بالمجاملات.
كلمات أوشن تلخّص مأساة بطلٍ أحب وطنه، فوجد نفسه غريبًا داخله.
هو لا يبحث عن منصب ولا عن تصفية حسابات، بل عن عدالة رياضية تعيد الاحترام للطاطامي المغربي.
رسالته الأخيرة تلخّص كل شيء:
“المغرب يستحق الأفضل، والكراطي المغربي يستحق من يحميه لا من يستغله.”
قد يهمك أيضا: