الإكوادور تحلق إلى مونديال 2026 والإنكا تسقط في هاوية اليأس

في ليلة باردة من ليالي ليما الخالدة، شهد الملعب الوطني البيروفي مأساة كروية حقيقية، حيث انهارت أحلام الإنكا المونديالية أمام عيون جماهيرها، بينما رقص أبناء الإكوادور بصمت على أنغام التأهل التاريخي بتعادل سلبي كتب بماء الذهب في سجلات كرة القدم الإكوادورية.

الساحر الأرجنتيني سباستيان بيكاسيسي، القائد الحكيم للتري، نجح في تحويل حلم شعب بأكمله إلى واقع ملموس عبر استراتيجية دفاعية محكمة جعلت من شباك الإكوادور حصناً منيعاً طوال تسعين دقيقة من العذاب الجميل.

هذا الإنجاز التاريخي لم يأت بسهولة، خاصة بعد أن تحولت المهمة إلى مستحيلة في الربع الأخير عندما غادر ألان فرانكو أرضية الملعب بعد حصوله على الإنذار الثاني، تاركاً زملاءه يخوضون معركة البقاء بعشرة محاربين فقط.

هذا التعادل السلبي – الثالث على التوالي – كان بمثابة المفتاح السحري الذي فتح أبواب الجنة المونديالية أمام نسور الأنديز، ليرفعوا رصيدهم إلى 25 نقطة ثمينة في المركز الثاني، متفوقين بفارق الأهداف على عملاق السامبا البرازيلي الذي ضمن التأهل أيضاً.

هكذا تكون الإكوادور قد كتبت اسمها بأحرف من نور في قائمة المتأهلين لمونديال 2026، محققة حلماً راود الشعب الإكوادوري لسنوات طويلة.

كابوس بيروفي في الوطن الأم

على الضفة المقابلة، غرقت بيرو في بحر من الحزن والإحباط، حيث أصبح رصيدها المتواضع 12 نقطة فقط في المركز التاسع المؤلم، لتبتعد بست نقاط كاملة عن المركز السابع المؤهل للملحق النهائي.

مع تبقي جولتين فقط على إسدال الستار، تبدو مهمة أوسكار إيبانييز وتلاميذه أشبه بالمستحيل، خاصة أنهم بحاجة لمعجزة حقيقية للإطاحة بفنزويلا من مقعد الملحق.


رغم هذا الإنجاز التاريخي، لا تزال لعنة ليما تطارد التري، حيث فشلوا مرة أخرى في تحقيق الفوز على أرض الإنكا منذ عام 2009، لكن هذا لم يمنعهم من الاحتفال بتأهل تاريخي سيبقى محفوراً في قلوب الإكوادوريين للأبد.

الرحلة لم تنته بعد، حيث تنتظر بيرو مواجهتين صعبتين أمام أوروجواي خارج الديار، ثم باراجواي في الوطن خلال شتنبر المقبل، بينما ستواجه الإكوادور باراجواي قبل أن تختتم مغامرتها التصفياتية بمواجهة ناري أمام الأرجنتين حاملة اللقب.

قد يهمك أيضا:

Exit mobile version