رياضات الكرة

من مخيمات أوغندا إلى درافت الـNBA… خامان مالواش يُلهم العالم

في قصة أشبه بما تنتجه أفلام ديزني، رسم الشاب خامان مالواش (19 عامًا) مسارًا استثنائيًا في حياته، بعد أن انتقل من مخيمات اللاجئين في أوغندا إلى واحدة من أبرز محطات النجومية في العالم: دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين (NBA).

من لاجئ إلى موهبة فريدة

وُلد مالواش في جنوب السودان في 14 أيلول 2006، لكنه اضطر مع عائلته إلى الفرار من الحرب، ليستقر في مدينة كوامبي الأوغندية كلاجئ. لم تكن كرة السلة يومًا في مخططاته، حتى التقاه بالصدفة سائق دراجة نارية في طريقه إلى المدرسة عام 2019، وقال له كلمات غيّرت مجرى حياته:
“يجب أن تجرب كرة السلة”.

ذلك الموقف العابر كان شرارة الانطلاق، حيث تكفل الرجل بتأمين كرة وحذاء، لتبدأ موهبة خامان بالبروز بشكل ملفت، ويلفت أنظار مدربين محلّيين سرعان ما رشّحوه للالتحاق ببرنامج “NBA Academy Africa”، بإشراف نجم الدوري السابق ومواطنه لول دانغ.

آلة دفاع متنقلة

بطولٍ يتجاوز 2.15 مترًا وامتدادٍ مذهل لذراعيه، برز مالواش كأحد أبرز لاعبي الدفاع الصاعدين في العالم، ووُصف بأنه “آلة دفاع متنقلة”. وفي عام 2023، تُوج بلقب أفضل لاعب في معسكر Basketball Without Borders Africa، لتتسارع رحلته نحو الاحتراف.

عام 2024، حصل على منحة دراسية من جامعة ديوك الأميركية، وبدأ دراسته كلاعب بموجب تأشيرة طلابية من نوع F-1. لكن حلمه كاد أن يتبدد فجأة.

السياسة تُهدد الحلم

في أبريل 2025، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق إصدار تأشيرات لبعض الدول، من بينها جنوب السودان، وسحب التأشيرات السارية، مما هدد وجود مالواش في الولايات المتحدة.

رغم الصدمة، تحركت عائلته ووكيله القانوني سريعًا، بمساعدة من رابطة الـNBA، للبحث عن مخرج قانوني. جاء الفرج في 25 كانون الثاني 2025، عندما اختاره هيوستن روكتس في المركز العاشر في درافت الـNBA، ثم انتقل مباشرة إلى فينيكس صنز في صفقة ضخمة شملت النجم كيفن دورانت.

إنجاز تاريخي

بهذا، دخل مالواش التاريخ كأول لاعب يتخرّج من أكاديمية NBA Africa ومن دوري BAL الإفريقي يتم اختياره ضمن أول 10 لاعبين في درافت الـNBA. وتسعى حاليًا إدارة فينيكس صنز بالتعاون مع محامي الرابطة للحصول على تأشيرة P-1 الرياضية المخصصة للمحترفين، لضمان بقاء خامان في أميركا ومواصلة مسيرته.

مدربوه يُشيدون

تحدث عنه مدربوه بإعجاب، وقال فرانك تراوري:
“طريقة تعلمه مذهلة… ما يميّزه هو قوة ذهنه وصلابته.”
وذهب آخرون لتشبيهه بنجوم مثل جويل إمبيد ويانيس أنتيتوكومبو، بفضل بنيته الجسدية وقدرته على التعلم والتحسن باستمرار.

قد يهمك أيضا:

Show More

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button