كابتن ماهر إسماعيل : صانع المواهب في الملاعب السعودية

في حوار خاص لجريدة العالم الرياضي، كشف المدرب القدير كابتن ماهر إسماعيل عن تفاصيل رحلته المميزة في تكوين جيل كروي صاعد نجح في فرض نفسه داخل الدوري السعودي، وعلى رأسه النجم المتألق بسام الحريجي، لاعب نادي الأهلي السعودي.

صناعة الموهبة تبدأ من فهم الشخصية
استهل إسماعيل حديثه بالإشارة إلى أن نجاحه في تطوير اللاعبين يعود أولًا إلى فهم إمكانياتهم الفردية وشخصياتهم العقلية والسلوكية، وهو ما مكنه من توجيههم بالشكل الصحيح. وأوضح أن أولى تجاربه كانت مع نادي الباطن، حيث قرر خوض تحدٍ استثنائي يتمثل في الاعتماد على أبناء النادي وبناء فريق قادر على خدمة رؤية النادي طويلة المدى، بإشراف من رئيسه الأستاذ ناصر الهويدي الشمري.
وأضاف: “كان لا بد أن نخلق أسلوب لعب يتجاوز الإمكانيات البدنية للاعبين، فاعتمدنا على الضغط العالي وتنوع الأساليب الدفاعية والهجومية، إلى جانب تقديم حصص نظرية لتثقيف اللاعبين كروياً”.


تحديات الطقس والسفر والإصابات
وحول أبرز التحديات التي واجهها، أكد إسماعيل أن العمل في الدوري السعودي لم يكن سهلًا، خاصة مع الظروف المناخية القاسية في حفر الباطن والسفر الطويل عبر الطيران أو الحافلات، إضافة إلى التعامل مع إصابات مؤثرة خلال الموسم. رغم ذلك، تمكن من تجاوز العقبات عبر تجهيز البدائل، والتأكيد على روح الانضباط والالتزام لدى لاعبيه.


بسام الحريجي… نجمٌ رأيته قادمًا
تحدث إسماعيل بفخر عن اكتشافه للنجم بسام محمد الحريجي، مشيرًا إلى أنه رآه منذ البداية لاعب ارتكاز محوري بقدرات فنية وذهنية عالية. “وظفته بشكل ممتاز، واليوم هو نجم في دوري روشن، يلعب إلى جوار فيرمينو ويواجه أسماء مثل رونالدو وميتروفيتش وسالم الدوسري”، يقول إسماعيل.
كما أشاد بإسهامه في اكتشاف وتطوير عدد كبير من النجوم أبرزهم المدافع بدر ناصر الشمري، الذي تميز بشخصية قيادية وقلب لا يعرف الخوف، إضافة إلى لاعبين مثل:
محمد فريح: لاعب وسط قوي وصاحب تسديدات مميزة.
ضيدان المطيري: مهاجم هداف بالفطرة.
يوسف الشمري: جناح سريع وموهوب.
طارق المطيري: صانع ألعاب مهاري سجل على الهلال.
عبد الرحمن الظفيري: لاعب وسط متميز بالمهارة والهدوء.





رؤية مستقبلية لصناعة أجيال جديدة
أكد المدرب إسماعيل أن صناعة اللاعبين في الفئات السنية تحتاج إلى تخطيط دقيق وبيئة متكاملة تشمل معسكرات تدريبية ومدارس كروية تقودها كوادر فنية مؤهلة. واعتبر أن النتائج لا يجب أن تكون الهدف الأساسي في هذه الفئات، بل إيصال اللاعب إلى الفريق الأول هو الإنجاز الحقيقي.
كما قدم شكره للكابتن عبد العزيز الشمري، واصفًا إياه بأنه نموذج للاحترافية والتعامل الأخلاقي مع اللاعبين.





تجربة قطرية ناجحة ومشروع طويل الأمد
أشار إسماعيل إلى أنه يعمل في الدوري القطري منذ ثمانية مواسم، حيث درب في الفئات السنية لأندية العربي (وتُوج معه بالبطولة)، وأم صلال، والشيحانية، حيث يُشرف حاليًا على مشروع يهدف إلى تأسيس قاعدة قوية من المواهب، بدعم من رئيس النادي الأستاذ مناحي الشمري، ومدير القطاع الأستاذ سعود الرويلي.
ومن أبرز ما حققه، صناعته للنجم محمد خالد المطيري صاحب أسرع هدف في تاريخ الكرة السعودية خلال 7 ثوانٍ فقط، في لقاء جمع فريقه بنادي عكاظ على ملعب الملك فهد بالطائف، بعد تمريرة ساحرة من بسام الحريجي. وقد تم تكريم الفريق والمدرب على هذا الإنجاز من إدارة نادي الباطن.





العمل مع الكابتن خالد القروني… محطة لا تُنسى
اختتم إسماعيل حديثه بالإشارة إلى عمله كمساعد للمدرب الكبير خالد القروني في الفريق الأول للباطن، حيث تعلم منه الكثير من الجوانب الفنية والإدارية، مؤكداً أن هذا التعاون كان أحد أسباب بقاء النادي في دوري عبد اللطيف جميل، واستعاد ذكريات مواجهة النصر التي قلب فيها القروني النتيجة بطريقة “مدهشة”، لتبقى المباراة محفورة في ذاكرته.



