في قلب القارة الإفريقية، تكمن مملكة صغيرة تحمل في طياتها قصة طموح رياضي كبير. ليسوتو، تلك الدولة التي لا يتجاوز عدد سكانها المليوني نسمة، تسعى جاهدة لحفر اسمها في تاريخ كرة القدم الإفريقية.
تحيط بهذه المملكة الجبلية أراضي جنوب إفريقيا من كل جانب، وكأنها جزيرة برية تطفو وسط بحر من التحديات. ورغم محدودية مواردها وصغر مساحتها، إلا أن ليسوتو تمتلك روحاً رياضية لا تقهر.
هذه الدولة الصغيرة، التي تتنافس بشغف في ألعاب الكومنولث، نجحت في ترك بصمتها الذهبية عبر إنجاز ثابيسو مقالي في ماراثون 1998. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أضاف الملاكمان إزيكييل إيتوكا وموزيز بوكو لمعانًا إضافيًا لخزانة الميداليات الوطنية في عامي 2002 و2006 على التوالي.
رغم أن الأولمبياد الصيفي ظل حلمًا بعيد المنال بالنسبة لرياضيي ليسوتو، إلا أن مشاركتهم في أطلنطا 1996 بتسعة أبطال في ألعاب القوى كانت بمثابة إعلان عن حضورهم على الساحة العالمية. واليوم، مع ثلاثة رياضيين يمثلون البلاد في باريس 2024، تواصل ليسوتو رحلتها الطموحة نحو المجد الأولمبي.
في عالم كرة القدم، تروي ليسوتو قصة مختلفة. فمنذ تأسيس اتحادها الكروي في عام 1932، والانضمام إلى الفيفا والكاف بعد ثلاثة عقود، ظل حلم التأهل إلى كأس إفريقيا وكأس العالم بعيد المنال. لكن هذا لم يمنع “التماسيح” – كما يُعرف منتخبهم – من مواصلة الكفاح.
يتألق في صفوف المنتخب جين ثابانتسو، الهداف التاريخي الذي سجل 12 هدفًا دوليًا، ليصبح رمزًا للأمل والطموح. ورغم التقلبات في التصنيف العالمي، حيث تراوح المنتخب بين المركز 105 كأفضل ترتيب والمركز 185 كأسوأ ترتيب، إلا أن روح المثابرة ظلت حاضرة.
اليوم، وهم يخوضون غمار تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، يواجه التماسيح تحديًا كبيرًا في مجموعة تضم عمالقة مثل المغرب والغابون. ورغم البداية المتعثرة، يتطلع الفريق إلى مباراته القادمة في أكادير بروح المقاتل، حاملًا معه آمال شعب بأكمله.
قد يهمك أيضا: