
دروس تاريخية من نهائي دوري الأمم الأوروبية
فهرس
نهائي إسبانيا والبرتغال… ذاكرة مغربية لا تُهزم
عمود: عين على الوطن بقلم: د. شراط محمد رشد
في نهائي دوري الأمم الأوروبية، واجهت إسبانيا والبرتغال، بينما كان المغاربة يتذكرون فوزهم على هذين المنتخبين في كأس العالم 2022 وإنجازهم التاريخي بالمرتبة الرابعة عالميًا.
لحظة عز وفخر… ولكن
تُعيدنا صورة نهائي دوري الأمم الأوروبية إلى قطر، حيث تفوّق المنتخب المغربي على إسبانيا بركلات الترجيح، ثم أطاح بالبرتغال في مباراة للتاريخ. كان ذلك تتويجًا لسنوات من العمل والتخطيط، لكنه كان أيضًا لحظة فارقة نحتاج أن نتوقف عندها.لقد دخلنا نادي الكبار، وهذا شرف وفخر… لكنه أيضًا مسؤولية ثقيلة.
لماذا نهائي البارحة مهم للمغرب أكثر مما يبدو؟
. الفرق في الذكاء التكتيكي والصلابة:فوز البرتغال جاء1- بفضل تصميم دفاعي صلب وتعامل ناجح مع الضغط.
2. كرة البطولة تُصرف بمجرد الأزمات: مستوى ذهني عالي لحسم اللقب رغم التأخر.3. الخبرة لا تُشترى… لكنها تُبني:مزيج رونالدو ونيفيس ومينديش أثبت أن البطولات تُحسم بالتجربة.
موقع المغرب من هذه الدروس:
– في كأس العالم 2022، تفوّق المغرب على إسبانيا والبرتغال بتركيز حديدي، لكن لم يكرر الأداء في الكان.- المغرب غاب عن النهائي الإفريقي منذ 1976، وآخر مكان متقدم كان 2004.أسئلة كبيرة قبل الكان 2025:- هل تم استيعاب الدرس البرتغالي؟- هل لدى الركراكي عمق في التشكيلة؟- هل الجاهزية الفكرية متوفرة للتعامل مع الضغط الجماهيري؟
كأس إفريقيا 2025: حلم يتحول إلى امتحان
ها نحن نستعد اليوم لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025. بطولة على أرضنا، أمام جمهورنا، وتحت أنظار قارة بأكملها تنتظر ما سيقدمه “أسود الأطلس”. سقف الطموحات مرتفع إلى أقصى حد، ليس فقط بسبب التنظيم المثالي المنتظر، ولكن لأن المغاربة يريدون التتويج… وليس أقل من ذلك.
لكن بين الحلم والتتويج طريق مليء بالمخاوف
هل نملك الجاهزية النفسية لمواجهة الضغط الجماهيري والإعلامي؟ إن هذه المسألة تثير الكثير من الأسئلة حول كيفية تعامل الأفراد والفرق مع التحديات التي تفرضها الضغوط الخارجية. تتطلب الجاهزية النفسية القوية دعمًا نفسيًا مستمرًا، وفهمًا عميقًا للقدرة على مواجهة النقد والتوقعات العالية. يجب علينا العمل على تطوير مهاراتنا في إدارة الضغط وتعزيز ثقافة الإيجابية والتماسك الجماعي، مما يسهم في تعزيز مرونتنا ويمكننا من تحويل التوتر إلى دافع للإبداع والنجاح.
– هل نُحسن التعامل مع المنتخبات الإفريقية التي تعرفنا جيدًا وتلعب بأسلوب مختلف عن الأوروبيين
هل نمتلك عمقًا في التشكيلة يُتيح لنا المناورة وتجاوز لحظات الشك؟
دروس تاريخية تذكر ولا تطئمن
خسارة نهائي 2004.
– إقصاءات مؤلمة في نسخ 2017 و2019 و 2021و2023
.التاريخ لا يُطمئن… لكنه يُحفّز، لأنه يذكرنا بأن الوقت قد حان لنُعيد المجد القاري إلى ابمملكة الكعربية من طنجة إلى الكويرة .
قراءة تقنية: منتخب يتجدّد بصمت
يتكوّن المنتخب المغربي حاليًا من مزيج قوي بين الخبرة والطموح:
– في حراسة المرمى والدفاع: ياسين بونو، نايف أكرد، أشرف حكيمي .
– في الوسط: سفيان أمرابط، أوناحي، وإلياس بن الصغير. – في الهجوم: يوسف النصيري، سفيان رحيمي، وعبد الصمد الزلزولي.
يُسجل غياب بعض الأسماء التي صنعت ملحمة قطر، أبرزها حكيم زياش، في قرار فني يبدو أنه يدخل ضمن تجديد المجموعة.
الركراكي مطالب اليوم بإعادة ضبط المنظومة، ليس فقط بدنيًا وتكتيكيًا، بل نفسيًا. لأن اللعب في المونديال شيء، واللعب كمرشح أول على أرضك شيء آخر تمامًا.
في الختام: بين المجد والخوف… قرار وطني
نهائي إسبانيا والبرتغال هو جرس إنذار جميل. يُذكّرنا بأننا كنّا هناك، بل تفوقنا عليهم. لكنه يهمس في آذاننا بأن الكرة لا تحفظ الذكريات، بل تحترم الاستمرارية. كأس إفريقيا ليست مجرد بطولة… إنها سؤال وجود: هل نُريد فقط أن نفتخر بما كان؟ أم نُقرر أن نُصبح قوة قارية دائمة؟ المجد لحظة… أما العظمة، فقرار نُمارسه كل يوم، على أرض الواقع، بالجدية والانضباط، وقبل كل شيء، بالإيمان.