كتب اسية دحموني
رغم الأمطار الغزيرة التي شهدتها الدوحة مساء النهائي، كان الجمهور المغربي حاضرا بقوة في المدرجات، مؤكدا مرة أخرى أن دعم “أسود الأطلس” لا تعيقه الظروف المناخية. تشجيعات متواصلة رافقت المنتخب المغربي منذ صافرة البداية وحتى نهاية الأشواط الإضافية، مانحة المباراة أجواء استثنائية. في المقابل، لم يكن الجمهور الأردني أقل حماسا، إذ حشد أعدادا كبيرة لم تتوقف عن مساندة “النشامى”، ما جعل المدرجات تعيش على وقع أعصاب مشدودة وتشويق متواصل.
على أرضية ملعب لوسيل المونديالي، دخل المنتخب المغربي المباراة بقوة، ونجح في افتتاح التسجيل مبكرا في الدقيقة الرابعة عن طريق أسامة طنان، الذي وقع على هدف رائع من منتصف الملعب مستغلا تقدم حارس المرمى الأردني. هدف أربك حسابات المباراة وأشعل حماس الجماهير المغربية، كما حفز المنتخب الأردني على الرد السريع.
فرض المغرب ضغطا كبيرا خلال الشوط الأول، مع سيطرة واضحة على نسق اللعب، غير أن المنتخب الأردني أظهر تنظيما دفاعيا جيدا وروحا قتالية عالية، لينتهي الشوط الأول وسط تكافؤ في الأداء ورغبة مشتركة في حسم المواجهة.
مع بداية الشوط الثاني، عاد “النشامى” بقوة، حيث أدرك علي أولوان هدف التعادل في الدقيقة 48، قبل أن يضيف هدف التقدم من ركلة جزاء في الدقيقة 68، بعد العودة إلى تقنية الفيديو إثر لمسة يد داخل منطقة الجزاء، ليقلب المنتخب الأردني الطاولة ويزيد من حدة التوتر داخل الملعب.
وفي الوقت الذي كانت فيه المباراة تقترب من نهايتها، تمكن عبد الرزاق حمد الله من إنقاذ المنتخب المغربي بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 88، فارضا اللجوء إلى الأشواط الإضافية وسط إثارة كبيرة وتشجيع صاخب من الجماهير.
واصل حمد الله تألقه خلال الشوط الإضافي، ونجح في تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 100، مانحا المغرب لقب كأس العرب 2025 بعد مواجهة دراماتيكية ستظل راسخة في ذاكرة البطولة.
وكما اعتاد الجمهور العربي ترديد عبارة “هاتوا المغرب” في كل مواجهة، جاء رد “أسود الأطلس” مرة أخرى داخل المستطيل الأخضر، بتحقيق الفوز وعدم التفريط في اللقب، ليؤكد المنتخب المغربي مكانته كقوة كروية لا تستهان بها في البطولات العربية.
قد يهمك أيضا: