في عرس كروي يتجاوز حدود الملاعب، أظهر المغرب مجددًا قيمه الأصيلة في الكرم والضيافة، وذلك من خلال الاستقبال الحافل الذي حظي به مسؤولو الاتحاد الجزائري لكرة القدم وفريق اتحاد العاصمة لدى وصولهم إلى مطار أنكاد بمدينة وجدة. هذا الحدث، الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط الإعلامية وعلى منصات التواصل الاجتماعي في كلا البلدين، يعكس الرغبة العميقة في تعزيز العلاقات الودية والتأكيد على الأخوة بين الشعبين.
الاستقبال الذي تميز بالحليب والتمر والورود، ورافقته شعارات ترحيبية تحمل في طياتها رسائل الوحدة والتضامن، جاء قبيل المواجهة المرتقبة بين فريقي نهضة بركان واتحاد العاصمة في إياب نصف نهائي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وقد أكد الإعلامي الرياضي، رضا بنيس، أن هذا التصرف لا يمثل فقط الفريق المغربي والعصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، بل يعد بمثابة رسالة من المغرب ككل، يُراد من خلالها التأكيد على أن المملكة دائمًا ما كانت وستظل بلدًا يمد يده للجزائر الشقيقة.
وفي هذا السياق، أشار بنيس إلى تأكيدات جلالة الملك محمد السادس المتكررة على استعداد المغرب الدائم للتعاون والعيش المشترك بين شعبي البلدين في أخوة ومحبة، وكذلك لبناء علاقات تشاركية تعود بالنفع على الطرفين. ويُضيف بأن هذا الاستقبال يُعد أيضًا تأكيدًا على الوحدة الترابية للمغرب، وهي قضية حساسة بالنسبة للمملكة في علاقتها مع الجزائر.
وعلق بنيس، الإعلامي السابق بشبكة “بي إن سبورتس”، على الأهمية الكبيرة للدبلوماسية المغربية التي أثبتت نجاحها ونجاعتها على المستويين الإفريقي والدولي، والتي ساهمت في تعزيز مكانة المغرب لدى الدول العظمى عالميًا. ويُشدد على أن المغرب، بتصرفه الراقي والكبير، يعكس ثقافة وتاريخ البلد العريق، ويُظهر كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرًا للتواصل والتفاهم بين الشعوب.
وفي الختام، أكد المحلل والناقد الرياضي، محمد الماغودي، على أن المغرب، بتقاليده وأعرافه ورقيه الفكري والحضاري، يُميز دائمًا بين السياسة والرياضة، مُعتبرًا أن السلوك الترحابي الذي أظهره المغرب كان متوقعًا ويدخل في نطاق الالتزام الأخلاقي والبروتوكولي الذي ينص عليه الاتحادين الإفريقي والدولي لكرة القدم. ويُخلص إلى أن هذا السلوك يُظهر للعالم أن الرياضة يجب أن تُدار بروح الرقي والنضج، وليس بمنطق الثأر والانتقام.
قد يهمك أيضا: