كتب عبدالرحيم محراش
يتنافس العداءان المغربيان زهير الطالبي و فاطمة الزهراء الكردادي في ماراثون بوسطن الدولي أحد أعرق السباقات العالمية، الذي يقام يوم غد الاثنين 15 أبريل، و الذي سيعرف مشاركة نخبة عدائي العالم منهم حاملي اللقب للرجال و السيدات الكينيين إيفان تشيبيت و هيلين اوبيري.
و تخوض الكردادي، الحائزة على الميدالية البرونزية في بطولة العالم الأخيرة ببودابيست، ثاني مارثون لها هذا العام، بعد أن عززت رقمها الشخصي خلال ماراثون شيامن بالصين بزمن 2.24.12 س، حيث تهدف في أول سباق لها في مسرح المارثونات الكبرى إلى إثبات قوتها وسط أقوى العداءات العالميات، و تعزيز استعداداتها لدورة باريس الاولمبية 2004، و سيكون هذا السباق بمثابة آخر بروفة و محك حقيقي قبل السباق الاولمبي القادم الذي سيعرف مشاركة أجود العداءات على الاطلاق اللواتي يملكن أرقام مذهلة.
و في سباق الرجال، يعود زهير الطالبي إلى شوارع بوسطن، حيث بدأ بها مسيرته في سباقات الماراثون العام الماضي، و سجل حينها نتيجة مثيرة للإعجاب في أول ظهور له في هذه المسافة بحلوله في المركز الخامس وسط عدد كبير من الابطال المتمرسين و تمكن من التفوق على عد كبير منهم ابرزهم اليود كيبشوج الذي حل مباشرة خلف الطالبي في المركز السادس.
و في مطلع هذا العام، أثبت زهير الطالبي قدرته على مقارعة الكبار، حيث تمكن من الفوز بماراثون هيوستن مسجلا رقما جيدا بمقدار 2:06.39 س و هو أفضل رقم مغربي للعام الحالي، ليتثب أنه قوة صاعدة في سباقات الماراثون، كما حسن أفضل رقم شخصي له في سباق نصف الماراثون منتصف مارس الماضي مسجلا 1:00.41 س و حل في المركز الثاني في نيويورك
و قد اكتسب الطالبي مناعة و تجربة تؤهله بأن يتألق من جديد وسط نخبة العدائين العالميين في هذا السباق و قد يشكل لهم تهديدا كبيرا و يقلب كل التوقعات. مع أنه قد يكون إسمه خارج الثلاثي الذي سيمثل المغرب في سباق الماراثون في أولمبياد باريس صيف هذا العام، لأنه لن يشارك في ماراثون الرباط الذي تعتبره الإدارة التقنية للجامعة الملكية المغربية سباقا تأهيليا للبطولات الكبرى، و إن تكرر نفس الشيء الذي حدث مع الكومري سترتكب الإدارة التقنية حماقة أخرى في استبعاد عداء أظهر أنه الأفضل وطنيا حاليا إلى جانب عثمان الكومري. مع أن الادارة التقنية رغم وضعها لشروط المشاركة فإنها لم تلتزم بالحياد في اختياراتها للعدائين من النتائج التي يفرزها سباق العاصمة المغربية، و الدليل أنهم أستبعدوا ياسين العلامي الذي توج باللقب و كسر الهيمنة الكينية الاثيوبية على لقب السباق منذ انطلاقته
و ما زال أمام الإدارة التقنية أمامها الوقت تدارك الموقف، و التحلي بالمصداقية في اختياراتها و هي تدرك جيدا أن المعيار الحقيقي هو الأداء و النتائج في السباقات العالمية.
و من أبرز المشاركين في سباق بوسطن، الكيني إيفاز تشيبيت الذي يسعى إلى الحفاظ بلقب بوسطن للمرة الثالثة على التوالي، إلى جانب الاثيوبي سيساي ليما الذي حقق فوزا كبيرا في فالنسيا بثالث أسرع توقيت في التاريخ بمقدار 2:01.48س.ط، و التنزاني جابرييل جياي وصيف نسخة العام الماضي، و الكيني ألبرت كورير .
و في سباق السيدات، تبرز الكينية هيلين اوبيري المرشحة الأقوى للدفاع عن لقبها الذي نالته العام الماضي، و التي تتطلع من خلال هذا السباق إلى تقديم أوراق اعتمادها لتكون ضمن الثلاثي الكيني المشارك في أولمبياد باريس
و ستواجه أوبيري منافسة شرسة من ثلاثة أثيوبيات لهن ازمنة ماراثونية مثيرة للاعجاب و هن تادو تيشومي الفائزة مؤخرا بسباق فالنسيا و هيوت جبريماربام و ميزيريت بيليتي، كما يضم التمثيل الكيني تشكيلة رائعة من العداءات حققن نتائج مهمة في الماراثون منهن المخضرمة ادنا كيبلاغات الفائزة ثلاث مرات بلقب بوسطن و ماري نغوجي و جوديت كورير و شارون لوكيدي، بالإضافة طبعا إلى البطلة المغربية فاطمة الزهراء الكردادي العازمة على ترك بصمتها بقوة في هذا السباق الكبير الذي سيكون لها بوابة لحضور دائم في أقوى السباقات العالمية.
قد يهمك أيضا: